لقد باتت إيران من الدول المهمة في العالم، ولاعباً إقليمياً رئيسياً في المنطقة، وكما تصف إيران أمريكا بالشيطان الأكبر، أمريكا تزعم بان إيران راعية للإرهاب؛ وهذا الشيطان فرض حصاراً على إيران لكي يضعفها ويضعف قدراتها وصناعاتها وخصوصاً العسكرية منها، ويحدُّ من دورها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما ثبت فشله بالنسبة لدولة مثل إيران.
الرئيس روحاني أعلن أن إيران بات لديها ترسانة صاروخية يمكن أن تصل إلى أي مكان في العالم، وطالب بعدم العبث بأمن إيران أو استقرارها بأي شكل من الأشكال، الخاصرة الأضعف لأمريكا في الشرق الأوسط هي إسرائيل، وباستطاعة إيران بأن تدمر تل أبيب بصواريخ إيرانية الصنع؛ وبرغم الحصار المفروض على إيران، ما زال التصنيع العسكري الإيراني مستمر، وهو رمز لقوتها وتفوقها العلمي والعسكري، كما أكد الرئيس روحاني بان الصواريخ الإيرانية دفاعية وغير موجه لجيراننا (وهو ما يعتبر دليلاً قاطعاً على نوايا إيران الصادقة تجاه جيرانها العرب والمسلمين)، مؤكداً في ذات السياق بان صناعة الصواريخ الدقيقة وغيرها تتم داخل إيران، ولا يمكن أن نستأذن احد في صناعتها، فهو قرار إيراني داخلي مستقل تمليه عليه مصالح الشعب الإيراني.
إن القوة التي وصلت إليها إيران برغم العقوبات المفروضة عليها، وانضمامها للتحالف مع سوريا والعراق لمحاربة الإرهاب، جعلت أمريكا ترسل وزير خارجيتها بومبيو إلى الشرق الأوسط للتحريض على حزب الله الذي يعتبر ذراعاً لإيران، وكان رد الحكومة اللبنانية بان حزب الله جزء من لبنان وركيزة أساسيه منه لا يمكن الاستغناء عنه.
وتبعه ترامب بإعلان أن الجولان ارض إسرائيلية، يفسر بعدة تفاسير، منها انه يدعم النتن ياهو في الانتخابات المقبلة، ويساعده في الحصول على أصوات انتخابية، وهذا دليل على أن أمريكيا العظمى كما يسمونها تخضع لكيان صغير مثل إسرائيل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر مِثل هذا القرار اختبار حقيقي للتحالف المحوري الجديد بين سوريا والعراق وإيران، والمدعوم من قبل روسيا، وردة الفعل في هذا الموقف يحدد الاستراتيجيات الجديدة في الشرق الأوسط والتي تؤثر على العالم بأسره.
روسيا تحاول أن تجد لها موطئ قدم في أفريقيا ووضع قواعد عسكرية داخل الشمال الأفريقي، وأمريكا تحاول استعادة زمام المبادرة في الشرق الأوسط بعد الهزيمة التي مُنيت بها من خلال دعمها للإرهاب في سوريا، واندحارها بالعراق بعد الأحداث التي حصلت مؤخراً داخل العراق، مثل زيارة ترامب للعراق سراً، والقوات العراقية تحارب الإرهابيين المدعومين من قبل أمريكا بعد دحرهم في سوريا.
إيران من جديد وبعد العقوبات عليها تعلن أن صواريخها تصل إلى القمر، وتعتبر أن هذا لا دخل له في العقوبات المفروضة عليها، وصواريخها متطورة جداً ودقيقة، وتعتبر إيران بان العقوبات تزيدها قوة ولا تعتمد على نفطها في العيش، لان هكذا وضع جعلها باكتفاء ذاتي برغم الحصار.
كما حذرت إيران في أكثر من مناسبة من العبث بأمنها، وكان هذا الأمر موجه لإسرائيل حين أعلنت أنها ستمنع إيران من تصدير النفط في الخليج العربي، وكان رد إيران على ذلك قوياً ورادعاً، وذلك باستعراض بعض من أسحلتها وصواريخها وغواصاتها وعرضها على العالم من اجل ردع أي عدو كائناً من كان.
إيران الآن ليست كما كانت سباقاً، فهي دولة مسلحة بتسليح قوي ومصنع محلياً، ولها خبرة قتالية عالية في حربها ضد الإرهاب، وهو ما تجلى بدعمها للجيش السوري وحزب الله وحماس.
بقلم/ محمد الكيلاني