شعارات انتخابية ...أم مخطط استراتيجي !!

بقلم: وفيق زنداح

رسائل مرسلة لجذب قوي اليمين واليمين المتطرف ...وجماعة المستوطنين ....يصعد من خلالها نتنياهو وتيرة تصريحاته الرعناء .... وبوقاحة وعنجهية لافته للعيان .... وبما يبرر سياسة ادارة الضهر لمشروع حل الدولتين والمقر بالقوانين والشرائع الدولية والاتفاقيات الموقعة حول التسوية .
قول نتنياهو أنه لن يسلم القطاع للرئيس ابو مازن..... وأنه سيبقي على حالة الانقسام الذي يخدم المصالح الاسرائيلية ..... وأنه سيواصل العمل على حالة الانفصال ما بين القطاع وما يسميه يهودا والسامرا ( الضفة الغربية ) ..... كما ان نتنياهو يضع شروطه الثلاثة حتي أمام صفقة القرن الامريكية على اساس
1- ابقاء المستوطنات
2- سيطرة اسرائيلية على الضفة الغربية
3- عدم تقسيم القدس
هذا ما قيل على لسان نتنياهو وما يردد بحملته الانتخابية ليتقابل كليا مع ادارة الرئيس الامريكي ترامب ومشروع صفقته !!
فهل هذه التصريحات شعارات انتخابية لأجل قوي اليمين واليمين المتطرف وزيادة الحشد المؤيد لنتنياهو وحزبه ؟؟!!
وهل ما يقال على لسان نتنياهو يختلف عن أراء المنافسين من القوي الأخرى بزعامة غانتس والذي قال أن الحل مع الفلسطينيين أقل من حدود العام 67 ؟؟!!
لا أعتقد أن ما يقال من تصريحات مجرد شعارات انتخابية .... بل أنها سياسة معتمدة .... ومتوافق عليها بفكر صهيوني اسرائيلي مدعم بكافة سبل الاسناد من قبل الولايات المتحدة وهذا ما يتعارض كليا مع مواقف أمريكا ....وحتى مع شروط التسوية والاتفاقيات الموقعه والقرارات الدولية ذات الصله بالقضية الفلسطينية .
بدليل أن شهيه نتنياهو ووقاحته التي ازدادت بعهد الرئيس ترامب ..... وحتى ما قبل الانتخابات الاسرائيلية بأيام قليلة .....يؤكد على أننا أمام أبواب مرحلة جديدة عنوانها صفقة القرن ....وما يجري تداوله من أحاديث حول احتمال قرار أمريكي بضم الضفة الغربية أو على الاقل مناطق الاستيطان الي اسرائيل بعد القرار الامريكي بضم هضبة الجولان السوري والقدس العربية الفلسطينية الي دولة الكيان .
أي أن الجزء الاصعب من الصفقة قد تم الاعلان عنها فماذا تبقي ؟!!
ما تبقي يتحدثون عنه بكل قوة وعنجهية وكأنه لا يوجد اتفاقيات قد تم التوقيع عليها وبرعاية دولية ....وداخل البيت الابيض وقد تم التوقيع عليها بشهادة الشهود لالزام الاطراف باتفاقيات ملزمة .... بحكم القانون الدولي وبحكم الرعاية .... ومع كل ذلك وحتى ما بعد تنفيذ البعض من هذه الاتفاقيات يديرون الضهر ولا يعترفون بتوقيعهم ولا حتى بالرعاية الامريكية والدولية .... ولم يقوموا بتنفيذها .... ويرون أن الظروف السياسية ومتغيراتها تسمح لهم بأن يغيروا ويبدلوا ...ويفعلوا ما يرونه مناسبا .... واحداث انقلاب في خارطة العلاقات والدولة الفلسطينية المتعارف عليها .
ما يقال عن دولة في قطاع غزة يعتبر بحكم أحلام المتأمرين ....كما أن الحديث عن جزء من سيناء العربية المصرية مجرد كوابيس .....اي أنهم يحاولون اعتماد الحلول على حساب حقوق الاخرين .... ولا يرون في الحل المطلوب أن يكون لصالح الحق الفلسطيني .
سيناء أرض عربية مصرية دفع من أجل تحريرها الكثير من الدماء والأرواح من جنود مصر الاوفياء حتي يتم تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي .... ومن ثم تطهيرها من الارهاب التكفيري ....وكم قدمت مصر من الشهداء لأجل تحريرها .... لكي تكون أرض الفيروز أرض لأهلها وشعبها وليس لأحد أخر .
قديما كان مشروع التوطين والتدويل وكافة المشاريع التصفوية حول ايجاد البديل وانهاء منظمة التحرير ....وكلها مشروعات اصبحت بمذابل التاريخ ولم يعد لها أثر بعد عين ويتم التذكير بها حتي يعلم المتآمرين بأن غزة وأهلها وقيادتهم الشرعية لن يمرروا مثل هذه الحلول الهزيلة التي لا أرجل لها .... ولا قواعد تحميها ...ولا تعبر عن ارادة الشعب العربي الفلسطيني الذي يتطلع الي حريته واستقلاله على أرضه وفي اطار حدوده المتعارف عليها حدود الخامس من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني تم التعبير عنه من قبل القوي السياسية الفلسطينية والفعاليات الشعبية والآراء الحرة ....كما تم التعبير عنه وبصورة لافته وجامعه وبتوقيت
زمني في رسالة ناضجة ومحددة وقوية تم التعبير عنها بتصريحات لوزراء خارجية مصر والأردن وروسيا الاتحادية والتي اجمعوا على أن ما يقال حول الصفقة أمرا مرفوضا وأن ما يتم التخطيط له لن يمر ...على اعتبار أن الحقوق الفلسطينية حقوق ثابته غير قابلة للانقاص أو التجزئة..... وأن ما تقوم به ادارة ترامب من توزيع يعبر عن حالة قديمة يعطي فيها من لا يملك الي من لا يستحق .... وهذه جريمة كبري ...وخروج اخر عن الشرعية الدولية وقراراتها ...... ولا يسقط الزمن الحقوق والثوابت ..... بدليل ما نحن عليه من صراع محتدم .
كل ما يقال من تصريحات وشعارات انتخابية في اطار ما هو مخطط استراتيجي لدولة الكيان وبدعم أمريكي يحتاج الي صوت واحد موحد صوت .....يقول بأعلي درجاته أن الصفقة لن تمر...... وأنه لا يمكن أن يكون مقبولا من أحد دولة بغزة أو دولة بدون غزة ....على اعتبار أن هذا هو الموقف الوطني المجمع عليه...... والا فان غير ذلك يعتبر خروجا عن هذا الاجماع .

الكاتب : وفيق زنداح