نفسه الرئيس الامريكى دونالد ترامب الذى جمع العرب المسلمين فى دولة الاسلام الاولى المملكة العربية السعودية وبقرب المقدسات الاسلامية واملى عليهم شروطه لمحاربة الارهاب الاسلامى فى غزة والعراق وسوريا , ثم جمعهم مرة اخرى فى اوسلو عاصمة الاتفاقيات الفلسطينية المجنى عليها ووضع لهم خططه لمحاربة الارهاب الاسلامى فى ايران ،وهونفسه من امتدت يده بالعطاء الجزيل بعد ذلك لحليفه نتانياهو الذى قال له بلسان الحال وهو يستعطفه كما قال المتنبى لكافور
اعطيت على مقدار كفى زماننا
ونفسى على مقار كفيك تتطلب
اذا لم تنط بى ضيعة او ولاية
فجودك يكسونى وشغلك يسلب
بيد ان كافور كان بخيلا فلم يعط المتنبى ما صرح به من حاجات، اما الختيار ترامب فقد كانت يده كما المطر الهاطل فاعطى نتانياهو القدس ثم اعقبها بالجولان وما يزال فى كفيه الكثير من العطايا فالرجل ختيار لكل العرب يعطى من الاراضى العربية ما يشاء لمن يشاء ويحرم اهلها منها ما يشاء وقت يشاء.
لم يكن مفاجئا الاعلان الذى وقعه ترامب بحضرة نتانياهو وامام العالم كله والذى اعطى بموجبه الجولان العربية السورية لاسرايل دون ان تحدثه نفسه بان هذا الاعلان يمثل فى احسن حالاته عطاء من لا يملك لمن لا يستحق وفى اسوأها خرق فاضح للقانون الدولى وفى كلتا الحالتين فان ختيار العرب لم يرمش له جفن فهوختيار عربى كبير يسبح الناس بحمده وينتظرون عطاءه ويتوارون ضعفا من وطأة فعله الماحق
لم يدر بخلد كل رؤساء امريكا ان البيت الابيض سيكون منبعا لعطايا الزعماء تماما كما لم يدر بخلد رؤساء اسرائيل بان يدا امريكا ستمتد فى زمن ماءحتى تصل الى القدس والجولان وحق العودة ووقف الانوروا وما بقى اعظم ولم ياتى على البيت الابيض من سام العرب ذل الطرق على الابواب وزل محاربة الاصحاب وزل تجاهل الاحباب، ولكن الرئيس ترامب عرف فزاعة العرب فالجمهم بها وظل يطرق بكل عنف على وتر الحرب على الارهاب الاسلامى دون غيره حتى جعل من ايران شيطان ااكبر تتكالب عليه الدول وحتى جعل من حماس بؤرة الارهاب فى الشرق الاوسط .
فعل الرئيس ترامب كل ذلك مع العرب ولكنه لم يضيع الوقت لتنفيذ وعوده الخلب لليهود وظل يعمل دونما مواربة – ولسخرية القدر- لمحو القضية الفلسطينية من الوجود على رؤس الاشهاد لانها ثمن بخس للوقوف فى وجه الارهاب الاسلامى المتمثل فى ايران وحماس فلم يتورع من الاعتراف بالقدس عاصة لاسرائيل برغم انف القانون الدولى واوقف المساعدات عن الانوروا ربغم انف المعاهدات الدولية ، وشطب حق العودة من اضابير قرارات مجلس الامن وهاهو اخيرا يعترف بالجولان كارض تحت السيادة الاسرائيلية ، والعرب على عادتهم يشجبون ويستنكرون وينددون ولكنهم يعلمون ان ادانتهم واستنكارهم وتنديهم يكون دبر اذنى ترامب وتحت قدميه فهو لم يعرهم اهتمام وهم حلفاءه حينما حاربوا نيابة عنه فى سوريا والعراق فكيف يسمع لهم وهم اعدائه فى تثبيت اركان دولة اليهود
ختيار العرب اجمعين دونالد ترامب وجد فى رعاياه ضعفا ففعل ما لم يفعله نظراءه السابقين ووجد فيهم خوفا فجهر بملئ فيه بان فلسطين لليهود ولم يرعوى حتى من طلب اجرا نظير حمايته للعرب ، فهو على يقين بان الدول العربية لا تساوى شيئا بدونه
لم يتخذ الرئيس دونالد ترامب اى قرار يصب فى صالح القضية الفلسطينية منذ توليه الحكم ولا يبدو فى كلما يقوله عن فلسطين انه مستعد لحلحلة قضيتها وفق القرارات الدولية الصادرة فى هذاالخصوص بل على العكس من ذلك فقد المح فى اكثر من مناسبة ان لاسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها وعن دولتها وعن حدودها دون ان يشير الى حق الفلسطينين فى اقامة دولتهم ، كماالمح بعض المقربين منه الى تخلى البيت الابيض عن حل الدولتين ، ويبدو ان هنالك قناعة راسخة لدى البيت الابيض انه لا مكان للقانون الدولى التقليدى فى اجندات حلحلة القضية الفلسطينية ، فالقانون الدولى الواجب التطبيق هو قانون الاقوى اما القانون التقليدى فهو للضعفاء فقط يكتبونه فى اضابيرهم ويستشهدون به فى اداناتهم ويلوحون به امام مؤسسات العدالة لانه فى نهاية المطاف لن يغنى عنهم شيئا
هو اذن ختيار العرب يأمر فيطيعه الناس ويقسم فيبر قسمه الناس ويعطى ما لا يملك فيصبح دينا فى رقاب العرب اجمعين ،فهل للعرب من فعل قوى يعلم الختيار ترامب ان للعرب حضور، ام انهم سيسيرون وارءه الى ما لا نهاية
بقلم : المحامى ناجى احمد الصديق
السودان