ملخص لقاء جهاز المخابرات الفلسطينية مع نخبة الكُتاب وقيادات الرأي والصحفيين في قطاع غزة:

بقلم: فهمي شراب

عقد اليوم جهاز المخابرات العامة في قطاع غزة لقاء هاماً يتعلق بالمستجدات الأمنية والتي تلقي بظلالها على المشهد السياسي، وكنت ( الكاتب فهمي شراب) قد تشرفت بكوني أحد الحضور وضمن قائمة " الكُتاب وقيادات الرأي العام والصحفيين"، ونظم اللقاء الاستاذ إياد البزم الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، وتكلم د. محمد دبابش، رئيس جهاز المخابرات، واستعرض كثير من المراحل الهامة المرتبطة بأحداث أمنية، وأهم الصعوبات بشكل صريح ودقيق، ثم جاء دور اسئلة الحضور المحرجة والقاسية والناقدة لما جرى ولأداء الاجهزة الامنية في عدة أحداث، وسأقوم بتلخيص أهم النقاط التي جاءت في اللقاء على النحو التالي:

-برغم حالة الفقر المدقع والظروف القاسية التي يعانيها ابناء قطاع غزة، وبرغم استهداف قطاع غزة من قبل الاحتلال ومحاولاته ارباك الحالة الفلسطينية، إلا ان نسبة الجريمة مثل أي دولة عربية، بل أقل، ونحافظ على استقرار أمني بنسبة كبيرة.

-المشهد الامني لا ينفصل عن عالم السياسة، بل يحدد بعض معالم المشهد السياسي، وان كان البعض تخلى عن كل مبادئ الاخلاق، فنحن في غزة جزء من المجتمع الاصيل، ونعمل ونطور ادواتنا لكي نوفر كل مظاهر الاستقرار، وقد غادرنا دورنا التقليدي في العمل الامني ولم نعد نعمل وفق مبدأ (ردات الفعل)، وارتقينا في استعمال (السياسات – الاجراءات الوقائية) والتي تقلل نسبة الجرائم.
-نحقق الان في الحالات التي وقعت وسنتجاوز تلك المرحلة السابقة، وسنكون اكثر دقة وحرصا ان لا تتكرر أي من المشاهد التي وقعت.

- بخصوص الحراك، قدمنا دلائل ولدينا تسجيلات اعترافات صوت وصورة، فيديوهات، (سننشرها لاحقا) بان اجهزة رام الله أعدت العُدة وفتح تلفزيون فلسطين بث مباشر، وبدأ يصور الأمر للجماهير والعالم الخارجي بان الجماهير ثارت وسيطرت على الميادين وساعات وسوف تكون تلك الجماهير قد اسقطت حماس، لتصور ما يحدث في غزة وكأنه ثورة شعبية عفوية، بينما اعترف العديد بان من حرًكه وشبك معه شخصيات معروفة في رام الله بعدائها التقليدي. واغلب النشطاء التي غررت بالجماهير كانت تغرد من مطاعم وكافيهات في اوروبا. وقام الكثير من الافراد في الحراك بإطلاق هتافات (ارحل يا قسام- شيعة والفاظ نابية الخ) واستغلت رام الله التكتلات العائلية الكبيرة، حيث جهزت بعض العائلات بشكل مسبق "نقاط طبية" لمعالجة من سيصاب من ابنائها، وبعض المتظاهرين القي (أنابيب غاز) على رجال الامن، و قنابل مولوتوف على مقار امنية، تلك المقار التي تحرس الناس ويلجأ الناس اليها لحل مشاكلهم المعقدة. ورجال الامن اصلا يتقاضون أقل من نصف رواتبهم ويتحملون شظف العيش وقساوة الوضع الاقتصادي مثلهم مثل أي مواطن.

-العديد من الرتب العالية (60-70 حالة) من موظفي السلطة جاؤوا وقالوا لنا بانه مطلوب منا (من قيادة رام الله) بان ننشر كذا وكذا ونقول كذا وكذا حفاظا على رواتبنا، "ابتزاز"، فنرجو منكم التكرم بمعرفة ذلك وتقدير الامر.
وحركة فتح مسلوبة الإرادة في قطاع غزة، ورام الله تتحكم بها وتوجهها باتجاه افتعال احداث للتشويش وتشويه الصورة.

-لا أحد معتقل الان على قضية الحراك، ولكن حالات معدودة كان قد تم اعتقالها في تلك الفترة على تُهم أخرى ، ليس لها علاقة بالحراك. وسوف نتجنب أخطاء الماضي، والقيادة السياسية تصل الليل بالنهار من أجل تحسين مستوى الحياة الاقتصادية في غزة، وسنقوم بالتعامل بكل ايجابية ضمن ضوابط القانون مع أي حالة مشابهة، وبدون تجاوزات من افرادنا. قمنا بتطوير امكانات جديد وسبل حديثة لمعرفة العملاء والتعامل معهم. وحققنا قفزة نوعية.
هذا أغلب ما جاء في اللقاء واعتذر عن أي نقاط اخرى قد سقطت سهوا او لم تسعفن ذاكرتي لتسجيلها.
فهمي شراب.