انتهت الانتخابات للكنيست الـ 21 ووضعت اوزارها ، وتمخضت عن فوز الليكود وانتصار بيبي نتنياهو ، وتفوق معسكر اليمين العنصري المتطرف بزعامته .
فقد أشارت النتائج التي أفرزتها الانتخابات إلى تصاعد قوة اليمين وهيمنته على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي ونواحي الحياة المختلفة .
ويرى المحللون أن تزايد قوة معسكر اليمين وانتصار نتنياهو مجددًا ، وتوليه رئاسة الحكومة للمرة الخامسة ، يعود إلى تنامي عدائه لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة ، ورفضه أي حل سياسي ، فضلًا عن انجازاته بالنسبة للدولة العبرية على مستوى السياسة والاقتصاد ، وهي القضايا والأجندة التي طغت على حملته الانتخابية ، وذلك بتحويل اسرائيل لقوة اقتصادية لها علاقات مع دول العالم بما فيها دول عربية ، واقامة علاقات مع 13 دولة عربية واسلامية في السر والعلن ، عدا عن علاقته الوثيقة بالإدارة الامريكية وعلى رأسها ترامب ، الذي قدم له هدية زادت من وزنه الانتخابي ، وهي اعترافه بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري ، وقبلها الاعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل ، ونقل السفارة الامريكية من تل أبيب اليها .
الناخب الاسرائيلي بانتخابه نتنياهو لولاية خامسة جديدة ، اختار العنصرية والابرتهايد وقانون السيادة وضم الكتل والتجمعات والمستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل . وانتصاره هو انتصار لنهج التعصب والانغلاق الاستعلائي العنصري وعقيدة التوسع الاحتلالي والاستيطان الكوليونالي .
ويمكن القول أنه على ضوء نتائج الانتخابات لم يطرأ أي تغييرات في المشهد السياسي والخارطة الحزبية ، فقد بقي اليمين هو المسيطر، وتنامت قوته ، وتعززت مكانة زعيمه نتنياهو، رغم كل ملفات الفساد التي تحيط به ، وهو الآن منشغل بتركيب حكومته من الاحزاب والتيارات العنصرية الفاشية والدينية المتطرفة ، وستكون اسوأ من سابقاتها ، إذ انه يعد العدة لضم الضفة الغربية ، وسيواصل العبث بالقدس والأقصى الشريف ، وبسط سيادته على الجولان السوري ، وتعنته بعدم الاعتراف بالحقوق الوطنية الشرعية لشعبنا الفلسطيني ، والسعي مع ترامب لإخراج صفقة القرن إلى حيز التنفيذ ، والتي تلقى الرفض الواسع من أبناء شعبنا وقواه الوطنية والاسلامية .
بقلم : شاكر فريد حسن