..وهكذا انتهت الانتخابات الاسرائيلية بفوز الأعظم عنصرية، والأشرس في قتاله واضطهاده لأصحاب الارض الفلسطينيين، والبطل الصهيوني الذي اقتحم عواصم عربية جديدة، تتجاوز “الشريك” في كمب ديفيد (السادات)، والشريك العربي الآخر في وادي عربه (الملك حسين الهاشمي) فوصل إلى سلطنة عُمان ورحب به السلطان قابوس مصافحاً بكلتي يديه..
نتنياهو بطل المرحلة، فهو الصديق الحميم للرئيس الاميركي ترامب، وقد عاد من زيارته في البيت الابيض إلى ميدان الانتخابات ليهزم منافسه المقاتل من موقع رئيس الاركان (وآخر “انتصاراته” في حرب تموز 2006 على شعب لبنان ومقاومته الباسلة..) ثم انه هو من اعلن تبعية هضبة الجولان السورية للكيان الاسرائيلي، قافزاً من فوق رفض الرئيس الراحل حافظ الاسد للرئيس الاميركي بيل كلينتون في لقاء جنيف: “الجولان ارض سورية مثل حوران وحماه والرقة وحلب.. وطالما سبحت في بحيرة طبريا وانا ملازم..”.
قلة هي الاصوات العربية التي ارتفعت برفض قرار تثبيت الاغتصاب الاسرائيلي للأرض العربية السورية، خصوصاً وان المسؤولين العرب قد نسوا فلسطين جميعاً، بأرضها المقدسة وشعبها الذي يموت قتلاً واضطهاداً وتشريداً وسجنا ألف مرة في اليوم، ويكبر اطفاله فيغدون فدائيين قبل أن يعرفوا معنى الحياة، لان الوطن هو مصدر الحياة ومعناها وقيمتها.
ولعل العديد من الملوك والامراء العرب، وقلة من الرؤساء، قد رحبوا بفوز نتنياهو الذي عرفوه فصادقهم وصادقوه، وجعلوه يتباهى بأنه “سيفتح” عواصم عربية أخرى رمى القيمون عليها مفاتيحها عليه خلال زياراته لكل من القاهرة وعمًّان وعُمان..
عصر الذل العربي مفتوح، بعد..
وقديما قيل: ما لجُرحٍ بميّتٍ إيلامُ…
طلال سلمان