اما حياة كريمة عزيزة اما الموت بشرف

بقلم: سامي إبراهيم فودة

منذ بداية اغتصاب عصابات الإجرام الصهيوني لفلسطين وإنشاء كيان صهيوني مسخ, خاض الأسرى الفلسطينيين أكثر من عشرين إضراباً مفتوحاً عن الطعام من أجل تحسين ظروف حياتهم غير الإنسانية في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني والدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم ومنجزاتهم التي عُمدت بدماء الشهداء وتضحيات الاسرى على مدار تاريخ وجود الحركة الوطنية الاسيرة,ولا يخفي على السواد الأعظم من أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يعي ويدرك الحقيقة المؤلمة بأن إدارة السجون النازية عندما تفكر بالإقدام على ارتكاب جريمة حمقاء جديدة بحق الحركة الاسيرة والاستفراد بها يأتي إستناداً إلى حالتي الضعف والانقسام الداخلي الذي مزق الوطن وفتت وحدة النسيج الاجتماعي وتخطى هذا الانقسام المقيت حتى خدش وحدة الأسرى وأساء إلى طبيعة العلاقات الأخوية داخل أسوار السجون وأرخى بظلاله القاتم على مسيرتهم النضالية مما شتت وحدتهم وأضعف هيبتهم وقدرتهم على مواجهة إدارة السجون........

فإن حال لسان جل أسرانا البواسل القابعين في غياهب سجون الاحتلال يقول, اما حياة كريمة عزيزة اما الموت بشرف, وكلنا نموت ولكن قليلين منا من يظفرون بشرف الموت وعلى واقع كركعة البطون مازال مئات الأسرى الأفذاذ في سجون الاحتلال يخوضون معركة الامعاء الخاوية يومهم السادس على التوالي ضمن "معركة الكرامة 2" امتداداً لإضراب"الكرامة 1"الذي خاضه في 17 نيسان 2017 واستمر إحدى وأربعين يوماً, والتي شرعت بها الهيئات القيادية للأسرى مساء الاثنين المنصرم, وقد انضم للإضراب وفق مركز أسرى فلسطين للدراسات قرابة 400 أسير في عدة معتقلات,

حيث تركزت,في"النقب,وريمون,ونفحة,وإيشل,وعوفر,وجلبوع,ومجدو" وسوف يتضاعف أعداد الاسرى المشاركين تدريجياً بعد الدفعة الاولى بدفعة ثانية في تاريخ 11 نيسان/ أبريل والدفعة الثالثة في تاريخ 13 نيسان/ أبريل والدفعة الرابعة في تاريخ 17 نيسان/ أبريل" والذي يُصادف يوم الأسير الفلسطيني....

بعد رفض الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لمطالبهم العادلة التي توصلوا إلى تفاهمات بشأنها مع مصلحة السجون على ضوء مفاوضات عسيرة استمرت على مدار 48 ساعة الماضية تكلل بالفشل وذلك لاعتبارات سياسية من أعلى رأس الهرم السياسي في حكومة اليمين المتطرفة,في محاولة منها لإستغلال قضية الأسرى في البازار الإنتخابي كورقة سياسية في صندوق الانتخابات وكسب عامل الوقت وعدم التشويش على مجرى الانتخابات وإرباك حالة الوضع السياسي,

فمنذ انطلاقة "معركة الكرامة 2" لليوم السادس على التوالي تدهورت الحالة الصحية لكل من الأسيرين من حركة الجهاد الاسلامي وهم احمد السكني وياسر أبو عمر من سجن رامون بسبب إضرابهما عن شرب الماء وتم نقلهم إلى مستشفى سجن الرملة بعد تردي وضعهما الصحي ومازالت عصابات إدارة السجون الإجرامية تواصل إجراءاتها القمعية التعسفية بوحدات القمع ,حيث اقتحمت قسم 12 في سجن النقب وأجرت عمليات تفتيش في غرف الأسرى وعاثت دماراً وخراباً بممتلكاتهم, للضغط على الأسرى بهدف إضعاف معنوياتهم وكسر إرادتهم وإفشال إضرابهم وتطويعهم للقبول بالواقع المأساوي الذي يعيشونه,

فقد جاءت الخطوة النضالية في الشروع بالإضراب عن الطعام دفاعاً عن حقوقهم ومكتسباتهم ومنجزاتهم التي سلبتها إدارة السجون مع الحفاظ على ما تبقى منها وإن العمل البطولي لأسرانا البواسل وانتصارهم على جبروت السجان لا يتأتى إلا بتقصير من عمر المعركة من خلال وقوف الجميع الى جانبهم وإسنادهم في معركتهم بكل اشكال التضامن الجماهيري والسياسي والقانوني للجم إدارة مصلحة السجون وأجهزة الأمن والحكومة الاسرائيلية عن جرائمهم بحق الأسرى المناضلين..

الحرية لأسرانا واسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال الصهيوني..

بقلم/ سامي فودة