رسالة الى رئيس الوزراء.. اشتيه

بقلم: أشرف صالح

الى صاحب أصعب مهمة في تاريخ السلطة الوطنية الفلسطينية , رئيس الحكومة الجديدة د.محمد اشتيه , "والكلف" بإنهاء الإنقسام , والتصدي لصفقة القرن , وتوحيد غزة مع الضفة , والتصدي لإنتهاكات الإحتلال , وتعزيز العلاقات العربية والدولية , وحل الأزمة المالية القائمة , وحل مشاكل الشباب والبطالة , وتطوير الصناعة والتجارة والزراعة , وتطوير الصحة والتعليم والبنية التحتية , وحماية إستقلال القضاء وتنفيذ القانون , وحماية الرأي الحر والإعلام , وحماية حرية الإنتماء للأحزاب السياسية , والإصغاء للمعارضة , والحوار البناء مع جميع الأحزاب المؤيدة والمعارضة... تحية طيبة وبعد , إعلم جيداً أنه ليس من السهل أن ترضي جميع الأطراف في آن واحد , ولكن من السهل أن تحاور الجميع وتكون على مسافة واحدة منهم , وهذا يتطلب أن تمتلك زمام المبادرة , وأن تتخلص من قيود القرارات السياسية , فإذا نجحت في ذلك ستكون البداية سليمة , وقد تؤدي الى نتائج وحلول .

من الواضح جداً أن الحكومة الجديدة دخلت في حرب مع المعارضين لها منذ الساعة الأولى لولادتها , فحركة حماس أصدرت بياناُ يستنكر هذه الحكومة بعد حلف اليمين مباشرتاً , متهمة لها بتعزيز الإنقسام , وتمرير صفقة القرن , وإقصاء الآخرين.. وفي فترة كتابتي لهذا المقال ستسقط البيانات والتصريحات كالمطر على وسائل الإعلام والصحف , ومن المؤكد أيها الرئيس الجديد أنك كنت تعلم أن هذا سيحدث بناء على قرائتك للواقع , ومع ذلك فمنذ تكليفك كرئيس للوزراء وأنت تتحدث عبر وسائل الإعلام بلهجة قوية وواثقة , وقد أشرت في كل مرة أنك ستكون للكل الفلسطيني , وتعهدت بحل كل الأزمات.. من المؤكد أنك صادق بما تقول , ولكن الصدق يحتاج الى العمل المدروس والمشاورة في كل خطوة , وما خاب من إستشار..

المبادرة , والتحرر من القيود السياسية .

أيها الرئيس , أنت تترأس حكومة خرجت من رحم الأزمات بكل أشكالها وألوانها ,وليس من السهل أن تذهب الى الجناح الآخر للوطن "غزة" لتباشر عملك كرئيس لحكومة الكل الفلسطيني , وخاصة بعد رفض حماس وبعض الفصائل لها , ولكن المبادرة هي سيدة الموقف , فعليك أن تبادر وتتصل مع الجميع وتطلب الجلوس معهم مباشرتاً في غزة , وتعمل معهم على تسوية بعض الأمور والتي قد تحتاج الى قرارات سياسية , مثل عودة الموظفين المدنيين المستنكفين الى وزارتهم , وأيضاً عودة أبناء الأجهزة الغير حساسة مثل الشرطة والدفاع المدني , والأجهزة الخدماتية والتي تمس المواطن مباشرتاً , فمن الطبيعي جداً أن يكون موظف الدولة على رأس عمله وبغض النظر عن إنتمائه السياسي , وأيضاً الإتصال المباشر والجلوس مع وكلاء الوزارات والمدراء العامون ورئساء الأجهزة الأمنية في غزة للتنسيق والعمل المشترك , وهناك أيضاً خطوات كثيرة من الممكن أن يقوم بها المهنيين وأصحاب التخصص في الحكومة من أجل العمل المشترك والتوحيد الجغرافي بين جناحي الوطن , فهذه الخطوات متلازمة مع حل مشاكل غزة , فليس من المعقول أن يقبلوك كممول لغزة ولا يقبلوك كرئيس وزراء , فكل هذه الأشياء مرتبطة ببعضها البعض , فهذه الخطوات العملية بحد ذاتها أهم من إقناع الفصائل للدخول في الحكومة , لأن الهدف الأساسي من الحكومة هو خدمة المواطن وليس خدمة الفصائل .

المبادرة قد تحمل حلول كثيرة , وقد تفتح أبواب المصالحة , ولكنها تحتاج الى صلاحيات واسعة , وتحرر من القيود السياسية , فإذا كنت أيها الرئيس تمتلك حرية إتخاذ القرار , فأنت بلا شك ناجح ناجح , وبالتوفيق .

بقلم/ أشرف صالح