اليوم سأنقل لكم بعضا من الحقائق لشخصية فلسطينية تاريخية وقامة وطنية عريقة أتمني أن أوفيه حقة في هذه المقالة وهو المناضل الشهيد/ "عثمان عبد الله عثمان أبو غربية" ولد سنة 1946 بالقدس وتوفي بالهند 18 ابريل 2016 أثناء اجراء عملية "زراعة قلب" لروحة المحبة والسلام ،وما بين الولادة والممات تاريخ حافل جدا بالنضال والوطنية وتاريخ مشرق لأطهر ثورة عرفها التاريخ ألا وهي الثورة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي الذي يحتل أرض فلسطين .
ولد الشهيد عثمان عبد الله أبو غربية بالقدس 1946 وانتقل مع عائلته للسكن في مدينة الخليل أوائل الخمسينات حيث أنهي دراسة الثانوية العامة بمدينة الخليل ومنها بدأ بمبادرات تنظيمية وطنية آنذاك وشارك بالعديد من المظاهرات والفعاليات الوطنية الرافضة لوجود الاحتلال الإسرائيلي واعتقل عام 1963 وتم الافراج عنه بكفالة .
تعرض الشهيد عثمان أبو غربية للاعتقال في سجن الخليل مرة اخري سنة 1966.
أول علاقة له مع حركة فتح العملاقة وأول اتصال بها كان عام 1963 ، التحق بجامعة دمشق – كلية الحقوق ووصل إلي السنة النهائية ولكنه علي أثر الحرب بالعام 1967 ترك دراسته الجامعية والتحق بقوات العاصفة وشارك في العديد من دوريات العمق المسلحة .
التحق الشهيد عثمان أبو غربية عام 1968 بالكلية العسكرية في مدينة "نانكين" بجمهورية الصين الشعبية وتخرج منها عام 1969 وأصبح برتبة ملازم أول، وتقلد عددا من المهام العسكرية في أعقاب تخرجه منها: ضابط ادارة القيادة العامة لقوات العاصفة، مساعد آمر قطاع كتيبة201 في منطقتي جرش والأغوار ومفوضا سياسيا في القطاع .
في خريف 1969 قاد معارك كفر قوق وعيحا في معركة مواقع هي الأولى من نوعها مع قوات الجيش اللبناني قريباً من الحدود اللبنانية – السورية، ولم ينفذ أمراً بالانسحاب، وكانت هذه المعركة الأساس التي أدت إلى توقيع اتفاق القاهرة الذي ثبت التواجد للثورة الفلسطينية في لبنان.
أسس مدرسة الكوادر العسكرية في قوات العاصفة وأصبح آمراً لها، ثم نائباً للمفوض السياسي العام، إضافة لكونه آمراً لمدرسة الكوادر، وكان كذلك عضواً في لجنة حركات التحرر الوطني مع الشهيد ابو جهاد .
قام بالعديد من المهام العسكرية والنضالية والتنظيمية بين الأعوام 1967 و 1971 في الساحة الأردنية.
تولى المشاركة في قيادة بعض المحاور القتالية في عمان أثناء معارك ايلول، وقام بالعديد من المهام والانجازات العسكرية والقتالية.
أصبح عضواً في قيادة القوات في أحراش "دبين" مع الشهيد أبو جهاد عام 1971، وقد شارك في هذه القيادة الشهيد كمال عدوان والأخ صخر أبو نزار.
عندما غادر الأخوة للمشاركة في اجتماع المجلس الوطني اسندت له قيادة الساحة الأردنية، وتمكن أن يدير العمل النضالي والسياسي في مراحل التواجد الأخيرة.
غادر الأردن فور سقوط الأحراش في "عجلون" واستشهاد القائد أبو علي اياد .
شارك في مهام سياسية أثناء مهامه العسكرية بعد الخروج من الأردن منها مهمة إلى جمهورية اليمن الشعبية، حيث كان مكلفاً بمحاولة الحصول على نقطة ارتكاز عسكرية في باب المندب، وكانت هذه المهمة السبب في دخول علاقات جمهورية اليمن الشعبية في طور جديد هام مع حركة "فتح".
بعد إعادة تشكيل التوجيه السياسي عام 1972 استمر في تولي مهامه آمراً لمدرسة الكوادر ونائباً للمفوض السياسي العام.
شارك في هذه الفترة في العديد من المعارك ومنها معارك التواجد على الساحة اللبنانية، وقد تولى قيادة منطقة الضنية وعضواً في قيادة الشمال العسكرية في منطقة طرابلس، وقد تمكن من السيطرة على بلدة "سير" ومنطقة "الضنية" وأمن الطريق إلى الهرمل والجرود الممتدة حتى البقاع.
تولى المهام القيادة في القطاع الأوسط جنوب مدينة صور .
شارك في عام 1973 في حرب تشرين بداية في جنوب لبنان وعلى القاطع "رويسات العلم"، ثم انتقل إلى جبهة الجولان.
تم أسره أثناء هذه الحرب ضمن مجموعة قتالية من قبل القوات الأردنية أثناء التوجه عبر الأراضي الأردنية لضرب خطوط الامداد لجيش الاحتلال في "سمخ" وشعارها "جولان" و "جسر بنات يعقوب"، واطلق سراح المجموعة من قبل القيادة العسكرية التي قامت بأسرها.
عاد لتولي مهامه من جديد في مدرسة الكوادر والتوجيه السياسي.
التحق بأكاديمية "فسترل" العسكرية في الاتحاد السوفيتي وتخرج عام 1976، عاد لتولي المهام أثناء الحرب اللبنانية .
تم أسره في البحر الأبيض المتوسط قبالة صيدا ضمن مشاركة من قوات الاحتلال البحرية وقوات الانعزاليين والجيش اللبناني، وسجن لدى قوات الكتائب اللبنانية هو والمجموعة المرافقة له.
تولى المهام التنظيمية المتعددة وأصبح مسؤولاً عن الساحتين الأوروبية والآسيوية ثم رئيساً لدائرة التنظيم.
تمت إدارة معركة شرسة مع بعض التنظيمات المتطرفة وأجهزة الأمن للاحتلال في الساحات التنظيمية الخارجية والتي سقط فيها العديد من الشهداء، وقد تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة اسطنبول التركية ونجا بمهارة.
انتخب في المؤتمر العام الرابع 1980 عضواً في المجلس الثوري، وأصبح نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم
شارك في التشكيلات والمهام القتالية في البقاع أثناء اجتياح عام 1982، وأشرف على مشاركة متطوعي الأقاليم التنظيمية في المعارك.
شارك في العديد من المهام العسكرية والتنظيمية والسياسية وأشرف على مئات المؤتمرات التنظيمية وأدار تنظيم الحركة في ساحة العالم بكل أقاليمه.
قام بصياغة النظرية التنظيمية للحركة وكتب الكثير من أدبياتها وتعاميمها.
تولى قيادة الساحة السورية بعد انتقال القيادة إلى تونس على أثر الانشقاق. وقاد معارك دمشق بشكل مباشر.
انتقل إلى تونس أواخر عام 1983، وتولى مهامه كنائب لمفوض التعبئة والتنظيم في الحركة، وقد شارك في المهام التنظيمية الأصعب ومنها الاشراف على المؤتمرات التنظيمية التي اتسمت بالصعوبة والحساسية مثل مؤتمري اقليمي الكويت واليمن.
كذلك أصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1984، وشارك في المهام السياسية والوطنية للحركة وحضر العديد من المؤتمرات في الاطارين القومي والدولي، شارك كعضو فاعلاً في لجنة التعبئة الفكرية للحركة في كل مراحل عملها.
شارك في أعمال اللجنة التحضيرية بكل فروعها وأعمال المؤتمر العام الخامس للحركة وكان مرشحاً للجنة المركزية في المؤتمر وفي المجلس الثوري وفي اللجنة المركزية نفسها، وقد لعبت ظروف العلاقات الحركية والمواقف دوراً أساسياً في بقاء المقعد المرشح له شاغراً.
اتخذ موقفاً سياسياً ضد اوسلو مزامنة مع الدخول إلى الوطن، أصبح عضواً في المجلس المركزي الفلسطيني بصفة كفاءة.
شارك في الدخول إلى الوطن وأصبح مساعداً للقائد العام لشؤون التوجيه السياسي والوطني ومفوضاً سياسياً عاماً وعضواً في المجلس العسكري الأعلى للسلطة الوطنية.
تعرض لمحاولة اغتيال جديدة في منزله في منطقة الرام، وقد نجا بأعجوبة.
تولى المهام المتعددة في نطاق عمله ورفع شعار بناء الانسان أولاً وتمسك بالحد الأقصى الممكن للحقوق الوطنية الفلسطينية وبالخط الكفاحي على هذا الطريق وبخط توفير الجاهزية الوطنية.
انتخب رئيساً للجنة العلاقات الخارجية والشؤون البرلمانية في المجلس الوطني الفلسطيني وشارك وتولى المهام على المستوى البرلماني في العلاقات مع البرلمانات الشقيقة والصديقة.
وإضافة إلى كونه نائباً لمفوض التعبئة والتنظيم أصبح عضواً في لجنة الطوارئ العليا ولجنة الاشراف العليا والمفوض للتنظيم العسكري للحركة.
شارك في المهام المتعددة في إطار العمل والبناء والعمل النضالي في الوطن، وبذل مجهوداً خاصاً لرعاية وتفعيل الابداع والثقافة الفلسطينية.
شارك في رسم الاتجاهات السياسية والكفاحية وخاصة للانتفاضة المجيدة وكان عضواً في إطار القوى الوطنية والاسلامية.
في عام 2003 أصبح نائباً للرئيس ياسر عرفات /القائد العام لشؤون التوجيه السياسي والوطني، مفوضاً سياسياً عاماً.
انتخب في اوائل عام 2005 رئيساً للجنة العضوية للمؤتمر العام السادس لحركة "فتح".
تدرج في الرتب العسكرية إلى رتبة لواء.
شارك في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 عن دائرة القدس، وتقاعد بحكم القانون، بسبب ذلك وهو برتبة لواء.
تمت تسميته مفوضاً للمكتب الحركي العسكري، وكان أول مفوض لهذا المكتب، حيث أصبح يحضر اجتماعات اللجنة المركزية، و في عام 2008 أصبح مفوضاً عاماً للمنظمات الشعبية في م.ت.ف وحركة "فتح".
ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، وانتخب أميناً عاماً للمؤتمر عام 2008.
انتخب رئيساً للمؤتمر العام السادس لحركة فتح في 4/8/2009.
انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح، عاد وتسلم حقيبة المكتب الحركي العسكري وشؤون الأمن والمعلومات في اللجنة المركزية، كذلك استلم حقيبة مفوض عام شؤون القدس في الحركة إضافة لمهامه.
سمي عضواً في اللجنة الوطنية العليا للقدس برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية لـ منظمة التحرير الفلسطينية.
عين رئيساً للجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية في 21/5/2011.
قام بالعديد من الزيارات واللقاءات الرسمية في الاطارين القومي والدولي سواء في إطار مهامه كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني أو كأمين عام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس.
أسس وأشرف على جريدة العاصمة" المقدسية"، و أسس وأشرف على مجلة مشارف مقدسية الصادرة عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية .
الشهيد/ عثمان عبد الله عثمان أبو غربية إنسان وطني ومثقف وله العديد من المؤلفات ومن أعماله في الإطار الفكري والتنظيمي : كتاب التنظيم بين النظرية والتطبيق في تجربتنا، كتاب مفاهيم وآليات في العمل التنظيمي، كتاب تحديات وآفاق/طبع في جزئيين، كتاب تحديات النهوض الصعب، كتاب لمحات فكرية استراتيجية، كتيب "الرئيس الشهيد" في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات .
له العديد من المقالات ومنها : مقالات ودراسات عدة في الحرب، أثر تطور السلاح في الخصائص الأساسية للمعركة، أثر تطور السلاح في بناء الجيش، خط العمل الثوري، الوضع العالمي في أوائل السبعينات وغيرها.
في الإطار العام
· المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية والتنظيمية والعسكرية
· الخطابات الجماهيرية والخاصة
· المداخلات في الأطر والمؤتمرات المختلفة
في الإطار الثقافي الابداعي
· طريق الجنوب/ رواية حقيقية
· عدنا/ ديوان شعر
· اقتراب المدى/ مطولة شعرية
· لمن تخلي سرج الجبال/ مطولة شعرية
ديوان شعر . بين الحضور وبين الغياب/
وفاته :
توفي في الثامن عشر من شهر ابريل من العام 2016 اثناء خضوعه لعملية زراعة قلب في أحد المستشفيات في الهند .
رحل الشهيد/ عثمان أبو غربية جسدا وبقي فينا روحا تعانقنا، رحل الشهيد البطل وترك عائلة مناضلة رائعة مازالوا علي خطاه يسيرون ومهما كتبت من كلمات وسطور فإنني لن أوفيهم حقهم بالكتابة فزوجته السيدة المناضلة "هالة الشريف" أو كما هي تحب "هالة عثمان" تونسية الجسد فلسطينية الروح هي من أنبل وأعظم من عرفتهم في حياتي وهي الأكثر وفاءا ومحبا لروح الشهيد عثمان وتناضل من اجل فلسطين وتحب فلسطين وتراب فلسطين لأن خطي عثمان سارت علي هذا التراب الطاهر وهي تمشي علي دربه لعلها تستطع تحقيق حلم عثمان والقادة العظماء الذين ضحوا بحياتهم من اجل تحرير فلسطين والعيش بسلام ، وعثمان لم يكن رجل سياسي فحسب بل كان زوجا رائعا وأب مثالي ومفكر وأديب وشاعر وإنسان بكل معني الكلمة لروحة المحبة والسلام .
اعذروني إن أطلت عليكم وأيضا استندت للتعريف بشخصية فلسطينية عظيمة إلي ما نشر عنه مسبقا في مواقع كثيرة ومن أجل الكتابة عن سيرة الشهيد "عثمان عبد الله عثمان أبو غربية" فإننا نحتاج إلي مجلدات كثيرة ما بين الميلاد والشهادة ، تحيه عطرة لكل من عرف عثمان وتعلم منه معني النضال وكم كنت اتمني أن ألتقي عثمان أبو غربية أحد صناع التاريخ الفلسطيني وأحد عظماء ثورتنا الفلسطينية المجيدة وإنني سعيد جدا جدا بأنني تعرفت بعائلة الشهيد عثمان أبو غربية التي تتجسد فيهم صفات عثمان النضالية وهم علي دربه سائرون حتى تحرير فلسطين وعاصمتها القدس الشريف لروحة المحبة والسلام .
بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح