البوابة الإنسانية لمأساة قطاع غزة الهدف والغاية..!!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

البوابة الإنسانية لمأساة قطاع غزة من اجل تثبيت التفاهمات بين حماس والإحتلال الإسرائيلي ورعاية وتكريس الإنقسام والإنفصال عن الضفة الغربية حسب. ما نشرته جريدة الأخبار اللبنانية اليوم .. ٢٣ نيسان.::

* أفادت مصادر مطلعة لصحيفة الأخبار اللبنانية، نشرتها صباح اليوم الثلاثاء:*

● الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة لتجديد صرف المنحة القطرية للموظفين في قطاع غزة بعد توقفها لعدة أشهر.

● الاحتلال الإسرائيلي أرسل إشارات إيجابية حول السماح بإدخال الأموال القطرية إلى القطاع من جديد خلال الأسابيع المقبلة وذلك على اثر الالتزام الفلسطيني بشروط التهدئة من دون تحديد قيمة المنحة أو طريقة إدخالها.

● كان من المفترض أن يصل المندوب القطري محمد العمادي، إلى غزة في هذه الأيام، إلا أن زيارته أرجئت بحسب ما قالته قيادات في «حماس»، بسبب الخلاف حول آلية إدخال أموال المنحة القطرية إلى القطاع.

● الفصائل تصر على إدخالها عبر وساطة أممية وليس عبر الحقائب ومرورها على حواجز الاحتلال، وذلك لمنع الاحتلال من ابتزازها مجدداً.

● سيتم في الشهر المقبل (رمضان) توزيع قسائم شرائية بقيمة 100 دولار مُقدّمة من قطر على أكثر من 100 ألف فقير في قطاع غزة، بالإضافة إلى الإعلان عن 10 آلاف وظيفة مؤقتة عبر جهات أممية.

● الرسائل التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون تفيد بتجديد نتنياهو التزاماته بالتفاهمات، والموافقة على تنفيذ المشاريع الإنسانية التي أُجّلت إلى ما بعد الانتخابات، بما في ذلك مشاريع تحسين قطاع الكهرباء وبناء المناطق الصناعية على حدود قطاع غزة.وكذلك التزام حماس.

● التأخير لا يعني فشل المباحثات، فهناك طمأنة من أطراف عديدة إلى وجود رغبة إسرائيلية حمساوية بالالتزام بالتفاهمات.

● التحسينات في الكهرباء تجري على خطين : الأول يتمثل في البدء بتجهيز خط كهرباء 161 الذي سيمدّ قطاع غزة بأكثر من 100 ميغاوات جديدة آتية من دولة الاحتلال، بما يقلّص العجز بشكل كبير، أما الثاني فيتمثل في بناء خزانات وقود كبيرة لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع بسعة 2000 ليتر كوب، وهو ما يوفر وقوداً متواصلاً للمحطة لتوليد 140 ميغاوات.

● مشروع بناء الخزانين بدأ منذ أسبوع ويتوقع أن ينتهي خلال شهرين. وفي حال تم تشغيل خط كهرباء 161، وتشغيل المحطة بكامل طاقتها، فستُحلّ مشكلة الكهرباء في غزة بنسبة تزيد على 60%،

● وبحسب ما نقلته جهات أممية لـ«حماس»، وافقت إسرائيل على بدء الأمم المتحدة تأهيل منطقة كارني الصناعية شرقي مدينة غزة، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز) شمالي القطاع، تمهيداً لعودة المصانع إليهما بما يوفر عشرات الآلاف من الوظائف للعمال الفلسطينيين خلال السنوات المقبلة.

● في مقابل حرص الوسطاء على ضمان حالة الهدوء في غزة لقاء التسهيلات الاقتصادية للقطاع، حرصت «حماس» على إفهامهم خلال الاتصالات التي أعقبت الانتخابات الإسرائيلية أن «الهيئة العليا لمسيرات العودة» ستفعّل أدواتها الميدانية الخشنة على طول الحدود في حال عاد الاحتلال إلى المماطلة وربط التحسينات بملفات أخرى.....

هكذا يجري ما يجري على الأرض في سياقات انسانية تؤدي إلى نتائج سياسية كارثية في مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته وتنفيذ (صفقة القرن) التي يدعي البعض معارضتها ولكنه يسير ويدعم تنفيذها تحت ستائر متعددة ..

أن مأساة غزة يكمن حلها جذريا بالتخلي عن الإنقلاب الذي قامت به حركة حماس في ١٥ حزيران ٢٠٠٧م والتوجه نحو انتخابات فلسطينية شاملة توحد السلطة الفلسطينية وتخرج النظام السياسي الفلسطيني من مأزقه وتحول دون استثمار الإحتلال الإسرائيلي لهذا الإنقسام وتنهي معاناة قطاع غزة دون المس بثوابت القضية الفلسطينية..

إن التستر بالوضع الإنساني والإقتصادي والامني لقطاع غزة بات اليوم يشكل المدخل الرئيس لتنفيذ المشروع الصهيو امريكي لتصفية القضية الفلسطينية وانهاء حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧م وعاصمتها القدس..

الشعب الفلسطيني لن يسكت على هذه المؤامرة ولن يقف مكتوف الأيدي امام هذه السياسات المخادعة ولن يكون لقمة سائغة امامها وامام التهديدات العلنية والسرية التي يتعرض لها من قبل الإحتلال من جهة ومن قبل الإدارة الأمريكية من جهة اخرى ...

أن تواطؤ حركة حماس مع هذه الإجراءات يضعها في خندق الإحتلال وسياساته الهادفة القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني ... فهل تقطع الطريق على الإحتلال واجراءاته بإنهاء انقلابها والتوجه الفوري لتنفيذ اتفاقات المصالحة واستعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية لمواجهة مؤامرة العصر؟!

هذا ماندعو إليه وما يتمناه شعبنا الفلسطيني وجميع الحريصين على قطاع غزة وعلى الكل الوطني الفلسطيني..

بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس

رئيس المجلس الإداري لإتحاد الحقوقيين الفلسطينيين

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الرياض ٢٣ نيسان ٢٠١٩م