الاصل في الافعال والاحداث، ان كل فعل وحدث يتبعه حدث وفعل كرد عليه، والخروج عن هذه القاعدة مخالفة لسنن الله في الكون، وهو ما لا يصح ولا يجوز، فصفقة القرن على الابواب، ولم نرى اعداد خطط وبرامج لتحديها وابطالها سواء من الفلسطينيين او العرب، الا ما هو موجود من مقاومة قد لا تقدر على افشال الصفقة ما لم تتحد معها بقية القوى.
فلسطينيا؛ يرى قادة فتح ان مواجهة صفقة القرن يجب ان يكون تحت اطار منظمة التحرير، وليس كما اعلنت حركة حماس عن نيتها بتشكيل الهيئة الوطنية العليا لمواجهة صفقة القرن، مكونة من الكل الفلسطيني والعربي والاسلامي ومؤيدي القضية الفلسطينية وغيرهم.
جيد ان تتصدى منظمة التحرير لصفقة القرن، وكذلك حركة حماس ومعها بقية القوى المقاومة، لكن ان تعمل كل جهة بشكل منفرد، هذا يقلل من قوة وتأثير التحدي لصفقة القرن الجامحة والتي هدفها – واهمة - تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
في الوضع الحالي يعتبر اكبر تحدي يواجه صفقة القرن هو الخط المقاوم سواء المحيط أو الفلسطيني، وعلى رأسه غزة، التي هي شوكة في حلق الصفقة، فلا الصفقة قادرة على احتواء غزة، أي بلعها، او قادرة على لفظ غزة- كشوكة عنيدة صلبة متجذرة في حلوق الاعداء أيضا، والحديث عن غزة وجزء من سيناء كدولة مستقبلية فلسطينية، هو كلام لا أصل له، وفتاشات مخابراتية لا تخفى على أي عاقل.
كل فلسطيني يتمنى ان تكون المنظمة تتحدى صفقة القرن، وتمثل الكل الفلسطيني خاصة من حركة حماس والجهاد، بعد تشكيلها بشكل صحيح، وليست كما هي الان، متكلسة ودماؤها بحاجة لتجديد بعد اخراجها من غرفة الانعاش.
في كل الاحوال امريكا تتصرف في العالم وفي القضية الفلسطينية وبالعرب وكأنهم مزرعة لترمب، وذلك لهوانهم وفرقتهم وحروبهم وفتنهم الداخلية وهو ما أغرى ترمب، ودفعه للمزيد من التهام ما تبقى من القضية الفلسطينية وخيرات العرب.
لا يصح ان يدعو عزام الاحمد الجهاد وحماس بالاعتراف بالمنظمة كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، في الوقت الذي فيه حررت المقاومة وعلى رأسهم حماس والجهاد، غزة وطردت المحتل الغاصب، فالمنظمة كمنظمة لم تحرر شبر والمقاومة هي من حررت دون اغفال دور شهداء الاقصى من فتح او الجبهتين، ومع ذلك فالمنظمة تبقى هي البيت الجامع للكل الفلسطيني، وذلك بعد اصلاحها ومراجعة قراراتها وعلى رأسها الاعتراف ب"اسرائيل".
من يظن ان صفقة القرن، ستطبق وتمشي بسلاسة فهو واهم، وأساء الظن بالله، كون الظلم لا ينتصر على الحق أبدا، وان كان ينتصر فهو في جولات قليلة وليس نصرأ مؤزا، وما دام يوجد نفس مقاوم لن تنجح صفقة القرن، وهنا مربط الفرس.
كما افشلت المقاومة شرق أوسط جديد، ستفشل صفقة القرن بتصفية القضية الفلسطينية، ومن زرع جسم غريب في جسد الامة العربية والاسلامية، عليه ان يدفع ثمن زراعته، فالجسد والجسم النقي الطاهر والقوي لا يقبل ان يزرع فيه جسم سرطاني غريب.
بقلم/ د. خالد معالي