(1) وزارة المالية ... انفتاح وشراكة مع المجتمع المدني
مُشاركة وزارة المالية في جلسة المساءلة التي عقدها الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة يوم الأربعاء الماضي، وتقديم تقييم لموازنة عام 2018 وعرض الخطوط الرئيسية للموازنة "الطارئة"، الناجمة عن الازمة المالية بعدم تحويل الحكومة الإسرائيلية كامل المستحقات الفلسطينية "أموال المقاصة" في الأشهر الماضية، ومد مؤسسات المجتمع المدني بمعلومات وافرة حول الإشكاليات المزمنة في الموازنة الفلسطينية.
الإشادة بهذه المشاركة ليست لأنها الأولى من نوعها، في ظني، الامر يتعلق في النظرة الحالية لوزارة المالية في العلاقة مع المجتمع المدني والاعلام، والتي نأمل ان تترجم الى سياسية دائمة للانفتاح والتواصل الوجاهي وليس فقط الالكتروني، وفي حجم المعلومات والتفاصيل التراكمية التي قدمتها في هذه الجلسة والتي تعتبر غير مسبوقة مع حجم المعلومات ونوعيتها في السنوات الماضية.
(2) رئيس الحكومة تقدم وتراجع في أيامه الاولى
مَثلَ لقاء رئيس الحكومة بأعضاء مجلس الشيوخ تقدما نوعيا في دور رئيس الحكومة وخطوة في الاتجاه الصحيح لفهم أوسع لإجراء "مقاطعة الامريكان"، كما ذهبنا إلية في المقال الذي يحمل نفس العنوان قبل أربعة عشر شهرا، بحيث "لا ينبغي ترك الساحة "الأمريكية" دون لاعب فلسطيني للتأثير على اركان السياسة الامريكية، وفي ظني أن ساحة المعركة في أروقة السياسة الامريكية هي الأهم في هذه المرحلة. الأمر الذي يتطلب تحركا فلسطينيا متعدد المسارات والابعاد في أرجاء الولايات الامريكية وفقا لخارطة واضحة المعالم لطبيعة وآلية العمل السياسي الأمريكي وعناصر القوة الفلسطينية بما فيها تفعيل الجاليات الفلسطينية والعربية، تستهدف توطيد العلاقة مع مؤسسات المجتمع المدني الأمريكي والشخصيات العامة ووسائل الاعلام وأعضاء الكونغرس الأمريكي، ناهيك عن الولايات المختلفة ومجالس الحكم فيها".
ومَثلَ عدم تقديم رئيس الحكومة برنامجه، لحظة حلف اليمين الدستوري قبل 13 عشر يوما، وفي ظني أن الدكتور محمد اشتية قد جانبه الصواب في هذا الامر اذ كان عليه في فترة التكليف واثناء اجراء مشاوراته ولقاءاته أن يعكف بمسار متوازٍ على وضع برنامجه وخطته الحكومية. وهو الدكتور اشتية الأكثر دراية بالمصاعب والتحديات التي تواجه حكومته حيث لا يكفي أن يقول إن برنامج حكومته هو نفسه برنامج الرئيس خاصة ان الرئيس قدم برنامجه قبل أربعة عشر عاما، في ظني أنه لن يكون هناك خلافا في الجزء الخاص بالسياسة الخارجية وهو أمر مدرك، لكن هذه الفترة غيرت الكثير من القضايا الداخلية المَعْنيةُ فيها الحكومة على جهة التحديد والاختصاص. كما أن برنامج الحكومة هو الأساس الذي تتم عليه مساءلة الحكومة على عملها وانجازاتها واخفاقاتها تبعا للظروف التي تعمل بها الحكومة.
(3) تهريج حماس في مواجهة "صفقة القرن"
إن اعلان حماس عن تشكيل الهيئة الوطنية العليا لمواجهة صفقة القرن تضم كلا من غزة والضفة والشتات وقوى إسلامية وعربية ومن احرار العالم يمثل تهريجا سياسيا لا معنى له سوى مزيد من تمزيق خرقة الجهد الفلسطيني، وتأكيدا لاستمرار الانقسام، وتغييبا للعقل الفلسطيني في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني وقضيته ومشروعه الوطني.
إن مواجهة صفقة القرن تحتاج إلى، في الأصل، توحيد الجهود والقوى الفلسطينية من خلال انهاء الانقسام واستعادة الوحدة والتي تعد المسافة الأقصر والأقرب والاصوب لمواجهة السياسات الامريكية واسقاط "صفقة القرن "المزعومة، ودون ذلك أو العزف المنفرد في عملية المواجهة من خلال اختلاق اجسام محكوم عليها بالفشل يبقى تهريجا وجعجعة في الهواء لا يفيد فيما الضرر أعظم وأبلغ.
جهاد حرب