في ظل ما يجري من مؤامرات مشبوهة باتت العديد من الهياكل والمسميات المختلفة والأطر التى تدعمها الولايات المتحدة الامريكية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي بشكل مباشر حيث يعملون على دعم وإنشاء اجسام وهياكل وبدائل هزيلة لتكون بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية لتمرير مخطط صفقة القرن عارضة الدعم المالي والمساندة لهم فمنهم من يلهث لتشكيل اجسام بديلة عن منظمة التحرير التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ان محاولات العديد من الاشخاص الذين وجدوا فى انفسهم المريضة التطاول على منظمة التحرير الفلسطينية وان يتحركون سواء في اوروبا او قطاع غزة لخلق بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية هي محاولات عقيمة وستبوء بالفشل كون منظمة التحرير الفلسطينية هي الدولة وليست حزبا في الدولة وهي بيت كل ابناء الشعب الفلسطيني اينما يتواجدون سواء في الداخل او الخارج وهيا من حقها ان تتفاوض باسمه وان تقرر مصيره فى ضوء قرارات المجلس الوطني والإجماع الشعبي والوطني الفلسطيني.
ان ما يجرى من مؤامرات وفتن اليوم ليست بالجديدة علينا ولكن الجديد بان هؤلاء يربطون اسماءهم وصفاتهم بمشروع امريكا والاحتلال الاسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن الامريكية وهذا بطبيعة الحال ترفضه القيادة الفلسطينية وكل فصائل العمل الوطني على الساحة الفلسطينية وان أي اجسام او اطر او هيئات يعلن عن تشكيلها هنا وهناك لا تمثل أي فلسطيني وهي اجسام عميلة مأجورة هدفها النيل من شعبنا ومقوماته الكفاحية والنضالية وإن القوى الوطنية التى هي صوت الشعب الفلسطيني كلها موقفها ثابت فيما يتعلق بوحدة التمثيل الفلسطيني عبر منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
إن منظمة التحرير الفلسطينية تواصل تحقيق الانتصارات التاريخية الهامة وهيا حققت معظم الانجازات الوطنية على طريق الانتصار لتحافظ على الأمانة وتحمي شعبنا وتستمر حتى تحقيق طموح شعبنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وهكذا كانت وستبقي منظمة التحرير التي انطلقت من رحم معاناة شعبنا والتي تستمر اليوم بنفس روح الانطلاقة والديمومة والعطاء لتشكل أروع ثورة عرفها التاريخ المعاصر .
إن القادم بالتأكيد سيكون لشعب فلسطين وللدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها شاء من شاء وأبى من أبى لأن هذا هو قدر شعبنا وهذا الشعب المناضل يدرك حقيقة ما يريد وهو قادر على صنع ملحمة الانتصار وتحقيق أماني الزعيم الخالد ياسر عرفات وكل شهدائنا الأبرار الذين استشهدوا لينيروا الطريق للأجيال القادمة .
ان الشعب الفلسطيني يتطلع إلى قيام دولته المستقلة ويتطلع إلى صياغة مشروع السلام ضمن رؤية هادفة إلى تحقيق التوازن والعدالة في كيفية التعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية وأن أول تلك الاستحقاقات التي تفرضها المتغيرات بالمنطقة أن تعترف حكومة الاحتلال كونها محتلة للمناطق الفلسطينية وأن توقف ممارسة الجرائم والأعمال الإرهابية التي يمارسها عصابات المستوطنين وجنود الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني وتقوم ايضا بإيقاف سياسية هدم المنازل ومصادرة الأراضي واستخدام سياسة القتل المتعمد بحق أبناء هذا الشعب الذي يطالب بحريته واستقلاله .
اليوم يثبت الشعب الفلسطيني أنه شعب يستحق الحياة ويستحق أن يكون ويعيش في حرية ويمارس السيادة المطلقة على أراضيه وبعد كل ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات ومواقف .. وبعد كل ما قدم ايضا من تنازلات سياسية مؤلمة لشعبنا وقيادتنا وثوابتنا الوطنية من اجل نجاح عملية السلام خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقيات اوسلو ولحتى الان وفى ظل هذا التشابك والرفض الاسرائيلي للسلام واستمرار حكومات الاحتلال بشن هجومها وحربها على شعب فلسطين بات من المهم التحرك باتجاه فضح السياسة الإسرائيلية الرافضة لتطبيق خطة السلام العربية وتنفيذ محتواها بدقة من اجل احياء عملية السلام مجدداً ووضع حد للسياسة الامريكية ورفض تحركات ادارة ترامب ومشروعه صفقة القرن وهؤلاء التجار المرتزقة الذين يتاجرون فى القضية الفلسطينية ومستقبل الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
إن رسالة السلام هي رسالة واضحة من الشعب الفلسطيني وان اليد الفلسطينية تحمل غصن الزيتون ومن الواضح ان السلام الفلسطيني سلام من طرف واحد بينما يعمل نتنياهو وحكومته على قتل كل فرص السلام من خلال ممارسات الاحتلال وتلك والاقتحامات المتكررة للمدن الفلسطينية وإتباعهم لسياسة هدم المنازل وإغلاق المعابر حيث يوجهون ضربة قوية للسلام وبالتالي أصبحت من الآن فصاعداً المهمة الأولى لنتنياهو وحكومته هي إسقاط الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإعداد الخطط ورصد الموازنات للبدء في هجوم إسرائيلي كاسح لمحاصرة الرئيس الفلسطيني وفرض الرقابة على تحركاته استمراراً لنفس النهج الذي اتبعته حكومة شارون مع الزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات .
لقد أصبحت هذه السياسة الإسرائيلية هي سياسة محروقة ومكشوفة ولا يمكن لها أن تكون أو تستمر في ظل هذا العطاء الفلسطيني وخدمة لقضايا السلام والحرية والإنسانية التي تحملها الدولة الفلسطينية وتلك المعاني الحضارية لرسالة السلام الفلسطينية حيث يسود الواقع أمن وهدوء وتنطلق عملية التنمية والرخاء ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع .
والآن وبعد تلك المقدمات وما آلت إليه نتائج ووقائع المتغيرات التي يعمل الاحتلال الاسرائيلي على فرضها عمليا في المدن الفلسطينية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتعزيز الانقسام الفلسطيني ودعمه بات من المهم أن تتحرك الامم المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي من اجل اعادة احياء عملية السلام بدلاً من اللهث وراء سراب وأوهام الادارة الامريكية وصفقة القرن برئاسة ترامب ومنطقه الأعمى الذي يعزز الكراهية والعنصرية ويكرس العداء المستمر بين الشعوب .
إن لغة الشعب الفلسطيني كانت وستبقى هي لغة السلام ولغة العدل والمحبة والتسامح بين الشعوب لأن هذا الشعب يحمل قيم حضارية ويسعى للعيش بحرية ويريد دولته المستقلة وهذا الشعب الذي يطالب بحريته ودولته هو شعب يريد الحياة ويحب البقاء وهو شعب يستحق أن يكون ومن حقه ان ينعم بالحرية بعد سنوات الكفاح الطويلة ومن يطالب بحقه وبحريته هو بالتأكيد يريد السلام وهذا ما أثبته الشعب الفلسطيني وما حملته رسالة منظمة التحرير من خلال استمرارها في قيادة مجمل العمل الوطني على الساحة الفلسطينية .
ان الرئيس محمود عباس هو رئيس الشعب الفلسطيني المنتخب والمتحدث باسمه وهو يحمل غصن الزيتون ويمد يده لصناعة سلام عادل يكفل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن الثوابت الوطنية الفلسطينية وهذا ما كرسته التجربة الكفاحية الفلسطينية .
إن المرحلة القادمة هي مرحلة العمل الجاد والبناء للمؤسسات الفلسطينية مؤسسات الدولة وبناء الانسان القادر على حماية اهداف شعبنا الوطنية المتكاملة وما يجب أن يدركه الجميع بان كل محاولات النيل من وحدوية التمثيل الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية هي محاولات مارقة ولا يمكن لها ان تنال من شعب فلسطين وإن المرحلة تتطلب مزيداً من تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية والعمل على تعزيز التماسك الداخلي ووحدة الصف الفلسطيني ومواصلة الحوار الوطني من اجل وحدة الموقف الوطني على أرضية مشتركة وبرنامج عمل موحد يتم التوافق عليه بما يعزز الصمود الفلسطيني من اجل إنهاء ودحر الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان عن كل الأراضي الفلسطينية وتحقيق الحقوق الوطنية لشعبنا وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]