تحرير سيناء... يوم انتصار الدبلوماسية المصرية...

بقلم: عز عبد العزيز أبو شنب


في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، ذكرى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، إذ حررت مصر أرضها بسواعد رجالها البواسل ووفائهم للدفاع عن أرض وطنهم الغالى ، واستعادة تلك البقعة الغالية، ورفعوا راية مصر خفاقة عالية ترفرف على أرضها بكل عزة وكرامة ، فهم أبناء مصر الأوفياء الذين قدموا الغالى والنفيس، من أجل كل حبة رمل فى سيناء الحبيبة
ان ذكرى تحرير سيناء تذكرنا بملحمة تاريخية عظيمة جدًا للجيش المصري والشعب، من أجل مواجهة التحديات الصعبة، التي تشبه ما تعيشه مصر من تحديات الآن، ممشهد يروي بسالة الجيش المصري في كل المعارك التي خاضها مسطراً أروع صفحات العز والكرامة.
قبل سبع وثلاثون عاماً استردت مصر آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية الطاهرة بتضحيات رجال القوات المسلحة المصرية البواسل ووفائهم للدفاع عن أرض وطننا الغالي الذين قدموا الغالى والنفيس من أجل كل حبة رمل في سيناء الحبيبة فحققوا النصر العظيم ورفعوا راية مصر خفاقة عالية ترفرف على أرضها بكل عزة وكرامة،
أسفرت حرب التحرير عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمي والمحلي، من بينها تغيير المعايير العسكرية في العالم شرقاً وغرباً، وتغيير الاستراتيجيات العسكرية في العالم، وعودة الثقة للمقاتل المصري والعربي بنفسه وقيادته وعدالة قضيته، وأيضا حالة الوحدة العربية التي تمثلت في تعاون جميع الدول العربية مع مصر، والتي جعلت من العرب قوة دولية، لها ثقلها ووزنها، وسقوط الأسطورة الإسرائيلية.
وخلال الاندحار الاسرائيلي من سيناء كلها فى العام 1982، تفجر الصراع حول طابا، وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وبالفعل خاضت الدبلوماسية المصرية حربًا شرسة جديدة تكللت بالنجاح وبرفع العلم المصرى على أرض طابا فى 19 مارس من العام 1989، لتبدأ مرحلة جديدة من الإعمار.
فسيناء تحررت قبل عقود واليوم من جديد تحرر فنفس المشهد يتكرر ولكن مع اختلاف العدو فالتحرير الأول كان هدفه تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى الذى استمر هناك أكثر من ست سنوات.. وإعادة هذا الجزء الغالى إلى التراب المصرى من خلال عودة السلطة المصرية الوطنية لهذه المنطقة الغالية، أما التحرير الثانى - الآن - فلا يختلف كثيراً عن التحرير الأول.. وإن اختلف المحتل.. لأن الهدف هنا - أيضاً - هو تحرير سيناء ولكن هذه المرة من الإرهاب.
ستبقى سيناء هي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.. هي البوابة الشرقية .. و حصن الدفاع الأول عن امن مصر وترابها الوطني، وتحريرها يعلم للأجيال مدى أهمية إصرار وتمسك أبناء الوطن المصري بحدودهِ السياسيةِ وعدم التفريط في شبرٍ واحدٍ من ُترابِ هذا الوطنِ
سيظل الشعب المصري يفخر بما حققته وتحققه القوات المسلحة المصرية من إنجازات خالدة حفرت على جدران التاريخ وشهد لها العالم وقادته العسكريين ببراعتها وعظمتها وتفردها في تقديم ملحمة فريدة انتصرت لحق الدولة المصرية وشعبها ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من الأراضي أو السيادة المصرية.

بقلم الكاتب عز عبد العزيز أبو شنب