نتنياهو وخيار الحرب الإجباري

بقلم: أشرف صالح

نشرت إحدى الصحف الأمريكية المشهورة مقالاً حول صراع إيران مع مصر على نفوذهما في غزة , وحسب الصحيفة , فإن مصر تستخدم حماس كمصيدة للسلفيين في غزة , حفاظاً على أمنها القومي , ولسد الثقرة بين سلفيين سيناء وسلفيين غزة ,  وذلك مقابل بعض التسهيلات لحماس , أما إيران فهي تراهن على حركة الجهاد الإسلامي , لتستخدمها  كقاعدة عسكرية لها لتضرب إسرائيل متى تشاء , وأشارت الصحيفة الى أن الجهاد الإسلامي يمتلك ترسانة صاروخية يتفرق بها على حماس , وذلك بسبب تبني إيران لحركة الجهاد , وذلك على لسان خبراء عسكريين يهود ووسائل إعلام عبرية ,  ويتزامن هذا المقال مع ما نشرته الصحف العبرية مؤخراً في تقارير تشير الى أن الجهاد الإسلامي ينوي التخريب على التسوية بين حماس وإسرائيل , وأنه ينوي ضرب إسرائيل في ذكرى يوم النكبة في منتصف مايو , أو يقوم بقنص بعض الجنود في المناطق الحدودية.. لا شك أن نتنياهو متابع جيد لوسائل الإعلام بحكم منصبه الحساس , وبناء على هذه المقالات والتقارير قد يكون أدرك أن موضوع التسوية مع حماس ليس سهلاً , لأن هناك قوى على الأرض تشارك حماس في إتخاذ القرار, وعلى رأس هذه القوى حركة الجهاد الإسلامي , وفي حال خلافها مع حماس فمن السهل أن تطلق وابل من الصواريخ لينتهي كل شيئ , وتعود المفاوضات الى نقطة الصفر , وبهذا يكون نتنياهو مطراً لضرب غزة , فهذه المسألة الأولى والتي وضعت نتنياهو أمام خيار الحرب الإجباري .

أما المسألة الثانية والأهم بالنسبة لخيار نتنياهو للحرب , رغم أنه يميل الى التسوية مع حماس , فهي أنه لا زال يبحث مع الأحزاب اليهودية تشكيل حكومته الجديدة , والتي لا زالت قيد الشروط , فهناك أحزاب ثقيلة وعلى رأسها حزب ليبرمان تشترط على نتنياهو أن ينسحب من عملية التسوية مع حماس , مقابل دخولها في الحكومة الجديدة , وهذا ما جعل نتنياهو يتراجع عن المساحة المتاحة لصيادين غزة بحسب التفاهمات الأخيرة , من 15 ميلاً الى 6 أميال , وأيضاً قام بتأجيل  زيارة القطريين الى غزة من أجل إدخال المشاريع والأموال , وحتى قبل الإنتخابات حين كان نتنياهو يملك عدة خيارات تجاه غزة , كانت التفاهمات تسير ببطئ شديد , وكانت آيلة للسقوط في كل لحظة .

برأيي أن التعزيزات للجيش على الحدود , ونشر القبة الحديدية بكثافة , والتي جاءت بأوامر صارمة هذه المرة ليس مزاحاً , لأن إستئناف البالونات الحارقة والأدوات الخشنة من قبل المقاومة , لتحريك المياه الراكضة تجاه هدنة ,  ونية الجهاد الإسلامي للتصعيد بحسب تقارير أمنية , وشروط الأحزاب اليهودية لتشكيل حكومة نتنياهو بالإنسحاب من التسوية مع حماس , جعلت نتنياهو أمام خيار واحد فقط , وإجباري , وهو الحرب .

الآن تدخلت المخابرات المصرية لحل العقدة الأولى وهي صلابة موقف الجهاد الإسلامي تجاه التسوية , ووقف إستخدام الأدوات الخشنة على الحدود , وذلك من خلال دعوة عاجلة لحركتي الجهاد وحماس الى القاهرة , وهذا ما يريده نتنياهو وتريده حماس أيضاً , وتبقى المشكلة الثانية بالنسبة لنتنياهو , وهي كيفية إقناع الأحزاب في إسرائيل للدخول في إئتلاف حكومته بالتزامن مع تفاهماته مع حماس , وذلك كي لا يكون خيار الحرب إجبارياً .

بقلم/ أشرف صالح