أمريكا اللاتينية دولاً مستقلة وهي كثيرة الخيرات والثروات الطبيعية، والولايات المتحدة الأمريكية فارضة السيطرة عليها ولا ترغب أبداً بأي دولة الانشقاق عن رأيها في أي أمر كان، لتبقى هي المستفيدة من هذه الثروات الطبيعة التي تُميز هذه الدول.
فعندما تم تطبيق الديمقراطية في هذه الدول وتحديداً في فنزويلا، بدأت أمريكا تشعر بأن البساط سيسحب منها في هذه المنطقة من العالم الغني بالثروات الطبيعية، فقامت بتجنيد المعارضة ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً للإطاحة به بالتعاون مع دول الجوار، والمجيء بمعارضة تسير على النهج الأمريكي، وكان هذا الأمر مرفوضاً من قبل الشعب الفنزويلي، وأصر على بقاء مادورو المنتخب ديمقراطياً والمدعوم من قبل الاتحاد السوفيتي.
حاولت أمريكا منع المساعدات الإنسانية لفنزويلا بالتعاون مع جيرانها لكن الأمر فشل، ثم عمدت إلى قطع الكهرباء عنها وأيضاً هذا الأمر فشل أيضاً، واستطاع الفنزويليين التغلب على هذا الأمر وإعادة الكهرباء بعد انقطاع فترة من الزمن.
ثم بدأت أمريكا بالتحريض على فنزويلا من خلال جيرانها أيضاً من أجل إضعافها وتهديدها بالحرب الأهلية، وإغلاق الحدود عليها لتحقيق المكاسب الأمريكية التي تسعى لها وهي السيطرة على هذه الثروات، لكن دعم العالم ضد الحرب على فنزويلا جعل المخطط الأمريكي يفشل ولا يحقق أي هدف، وما عانته كوبا من الولايات المتحدة، تحاول منعه في فنزويلا وتقف معها وتدعمها، ومن اجل إضعاف أمريكا في هذه المنطقة قامت روسيا بالوقوف بجانب مادورو ضد هذه الطغيان، وقامت بدعم فنزويلا بالصواريخ والخبراء العسكريين، وهذا الأمر لا يرضي أمريكا ويحد من أطماعها في هذه المنطقة النفطية.
وفي أكثر من لقاء مع مادورو حذر دول الجوار من التعاون مع أمريكا من اجل إسقاط الديمقراطية التي أسسها الراحل شافيز، وأرسل لهم رسائل مهمة تحمل في طياتها أن الجيش والشعب يحافظ على الديمقراطية ولن يرضخ لأي ضغوطات خارجية مهما كانت، وكانت هذه الرسائل واضحة، ومنهم من فهم الدرس ومنهم ما زال متعنت ويأتمر بأمر أمريكا.
وكان في هذه الفترة محاولة انقلاب فاشلة قامت بها المعارضة بالتعاون مع بعض ضباط الجيش، لكن صمود الشعب والجيش النظامي الذي أراد أن يحافظ على الديمقراطية افشل هذه الانقلاب، وجاء هذا الانقلاب الفاشل من اجل لفت النظر عما يحدث في مضيق هرمز بين إيران وأمريكا، والفشل الكبير الذي واجهته أمريكا في هذه المنطقة، بعد فرض إيران سيطرتها على هذا المضيق بقوة موازية للقوة الأمريكية.
هكذا وضع في هذه المنطقة سينجح في إخراج أمريكا من اللعبة التي تلعبها؛ ولعبتها في سوريا والعراق وإيران وفشلت، وكان سبب فشلها وقوف الدب الروسي بوجه أمريكا، وفي خضم هذه الأزمة التي تعيشها فنزويلا وجدت دعم من دول مهمة في العالم منها دولة عربية مثل سوريا، وإيران أيضاً تقف وتدعم الحكم الفنزويلي المنتخب ديمقراطياً.
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
المملكة الأردنية الهاشمية