في الوقت الذي يستقبل العالم الاسلامي شهر رمضان بتبادل التهاني والتبريكات، يستقبله اهل غزة بالغارات الجوية وقذائف مدفعية الاحتلال لترتكب مجزرة قتل سبعة شهداء مع ام وجنينها ورضيعتها، فهل هناك اجرام اكبر من هذا.
يدمي القلب، ويزيد من أوجاعه أكثر وأكثر؛ صورة طفلة فلسطينية رضيعة وهي ممدة شهيدة في ثلاجة حفظ الموتى بغزة، وسط غياب تام لدعاة حقوق الطفولة، والمؤسسات النسوية الداعمة لحقوق المرأة، فيما لو كانت طفلة من الاحتلال، لقامت الدنيا ولم تقعد.
"حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ هي الجملة التي تردد صداها من قبل اهالي غزة، وزاد صداها بعد استشهاد الرضيعة ووالدة صبا الحامل ايضا بجنين، فمن معه الله لا يخشى عليه، ولك الله يا غزة دوما، ومن معه الله لن يهزمه عدو غدار وماكر.
باتت الرضيعة الطفلة الشهيد صبا، وجع في قلب كل حر وغيور في هذا العالم، ونخزة ضمير لكل حر وأبي وشريف في الوطن المأسور والمقهور بفعل الاحتلال الظالم، الذي يريد من غزة ان تركع.
كل إنسان ومسلم وعربي لا يشعر بعذابات اهله في غزة، ولا تؤثر فيه صورة طفلة شهيدة؛ يكون قد تجرد من المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة؛ وتحول إلى شيء لا يستحق لقب إنسان لديه مشاعر انسانية مرهفة.
تعسا لـ 13 مليون فلسطيني ؛ و 400 مليون عربي؛ ولأمة المليار ونصف مسلم؛ وهي ترى صورة الشهيدة الرضيعة صبا؛ ولا مجيب ولا مغيث؛ ولا تحرك صورة جثتها الهامدة ساكنا، وكأن أمرا جللا لم يحدث.
تجلت مأساة ومعاناة اهل غزة بجرمية قتل الرضيعة صبا وامها، ولا احد يحتج او يعترض في العالم الغربي؛ بينما لو كانت طفلة من الاحتلال وهو لا يصح لدى المقاومة ولا تقوم به– لقامت قيامة الدول الغربية، ولتم وصف الفلسطينيين والعرب بالمتوحشين المجرمين؛ كأقل وصف يمكن أن يوصفوا فيه .
قهر ما بعده قهر؛ يعيشه الأطفال بغزة تحت القصف والقتل دون تمييز في جريمة يندى لها جبين الانسانية، فالمجد والعظمة والتحية؛ ليس لمن يقتل اطفال صغار، بل لمن قاوم اجرام لا مثيل له في عالم اليوم واراد حرية قومه وشعبه.
بقلم/ د. خالد معالي