فجعت مدينة الناصرة بمصرع الفنان عازف العود توفيق زهر ، الذي طالته يد مجرمة وهو يتواجد في أحد المخابز مع حفيدته ، ولم يكن هو المستهدف من هذه الجريمة .
وتزامنت هذه الجريمة النكراء مع أول يوم من شهر رمضان الفضيل ، شهر المحبة والتسامح والتعاضد والتكافل الاجتماعي والخير للإنسان .
وقد عم الحزن والاسى والغضب الشديد جميع أهالي وسكان الناصرة وأبناء المجتمع العربي ، خصوصًا أن المرحوم فنان معروف بدماثته وطيبته واخلاقه العالية ومحبته للناس ، وبفنه الراقي الجميل .
وهذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائم العنف التي شهدتها المدن والبلدات العربية ، وسط تقاعس وتقصير واضح ومبرمج من قبل السلطة الحاكمة وأجهزتها الامنية ، بغية تفتيت وتفكيك مجتمعنا العربي من داخله .
هذه الجريمة كما هي جميع الجرائم تتحمل مسؤوليتها بالأساس المؤسسة الحاكمة واذرعها الشرطية ، التي تغض الطرف عن انتشار الاسلحة في الوسط العربي ، طالما ان رصاصها موجهًا للعرب ويحصد ضحايا عرب ، بينما تشن حملات واسعة النطاق في ملاحقة عصابات المافيا والجريمة في الناحية اليهودية ، والزج بها في المعتقلات واقبية السجون .
وعلى ما يبدو أن مجتمعنا العربي اعتاد على اعمال العنف ، ومسلسل القتل والجرائم ، فموجات الغضب الشعبي والهبة الجماهيرية ، التي ترافق كل حادثة قتل ، سرعان ما تتلاشى .
المطلوب من جميع أبناء شعبنا وقواه السياسية ومؤسساته وهيئاته المختلفة ، الوقوف كرجل واحد في مواجهة العنف المستشري في المجتمع العربي والتصدي له ، وتكثيف حملات مطالبة الشرطة بمصادرة جميع الاسلحة المرخصة وغير المرخصة ، ومطاردة المجرمين وتقديمهم للمحكمة ، وتنفيذ أقسى العقوبات بحقهم .
بقلم/ شاكر فريد حسن