نسمة هواء هبت على وجهي ذات ليلة صيفية، رغم أنه لم يكن هواء في غرفة موصدة، فنوافذها أغلقتها قبل دهر.. الباب كنتُ أراه مغلقا، فقلت في ذاتي: لعلنّي أحلم، لكنني بعد لحظات سمعت صوتا لأنثى، فتيقّنت بأنها روح، لكنها كانت تتألم من خلال صوتها.. كانت روحا حزينة من ألم البعد عن الوطن، لم تكن تريد إزعاجي بمجيئها المفاجئ، لكنها رأت أن توآنسني بوحدتي لعلني أدرك فيما بعد ألم الغياب.. هبوطها على كتفي كان جنونيا، لم أشعر إلا بنسمات خفيفة ظلت تهبّ على وجهي، اعتقدت في البداية بأنني نائم، لكنني فركت عيني، وتأكدت بأن روحا مكروبة هبطت على كتفي، لا لشيء فقط لأنها تحنّ إلى ماضيها..
عطا الله شاهين