لم يكن يعلم ذاك الرّجل بأنه سيبيتُ بعد زمن مهووساً في حُبِّ امرأة مجنونة.. يذكر بأنه حين رآها أول مرة بينما كانت تبرطم بكلمات غير مفهومة، فابتعد عنها لأنه علم من المارّة بأنها امرأة مجنونة، وأكثر شيء كان يثيرها ملاحقة الأطفال لها وضربها بالحجارة، فحين رأى الأطفال يلاحقونها صاح فيهم وقام بزجرهم، وقال لهم: عيب، إنها في النهاية إنسان مثلنا، ولكن هناك مشاكل ربما جعلتها تبدو هكذا مجنونة، رغم أنني أرى في عينيها شيئا آخر.. فاقتربت المرأة المجنونة منه، وقالت له: أتدري أيها الرجُل الوسيم يقولون عنّي بأنني مجنونة، فقال لها: لا تكترثي لهم، مع أن حياتنا تجعل الإنسان أن يصبح مجنونا، ودار حديث قصير بينهما على رصيف الشارع، وشعر بأنها امرأة مثقفة، وتناقش في كل المواضيع، إلا موضوع الحُبّ، وبعد عدة لقاءات بينهما وقع الرجُل في حبّها.. وذات يوم جاءته تبكي، فقال لها: ما بكِ؟ فردّت عليه والدموع تتسافط من عينيها السوداوين: لقد نعتوني للتو بأنني بتّ امرأة عاقلة، وهذا أزعجني قليلا، لقد تعوّدت على كلمة مجنونة، فقال لها: فعلا لقد اكتشفتُ جنونكِ في الحُبّ المختلف، ففي داخلك حُبّ غريب جعلني أهذي ذات ليلةٍ، حينما قلتِ لي: ما أجمل الحُبَّ تحت ضوء القمر..
عطا الله شاهين