اعلموا أيها القائمون والقادمون علي غزة بلدة العزة والإباء خزان المناضلين والبطولات إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ لا يقبلوا المذلة والخنوع ولا الاهانة والركوع لأهلها من المتاجرين سماسرة شهر رمضان الكريم, فإن شعبنا الفلسطيني أكرم من تلك الإهانات التي توجه له في استغلال حاجة الاسر المستورة المتعففة التي تعاني الويلات من ظروف إنسانية قاسية واقتصادية ومعيشية متردية نتيجة الحصار الظالم وحالة الانقسام البغيض,
فإن مخالب الفقر والانقسام قد أطاح بالمجتمع الفلسطيني وأصاب آلاف مؤلفة في المقتل وأعدم لديهم كل مظاهر الحياة والطموح والأمل في مستقبل مشرق ومع هذا وذاك نحن ليس بلد الصومال ولا أثيوبيا وغيرها من البلدان نحن الفلسطينيين لنا عنوان أصحاب قضية عادلة ومشروع وطني تحرري ندافع عن كرامة الامة بأكملها في مواجهة الظلم والطغيان.
فإن ما دعاني لكتابة هذا المقال وانتاب حسرتي واستفز مشاعري هو استغلال حاجة الاسر الميسورة والمحتاجة من أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة في شهر رمضان الكريم من قبل بعض الجمعيات والمؤسسات التي تدعي الرحمة والإنسانية والأيادي المتوضئة للمتاجرة في فقر حالة الناس وعوزتهم بعد أن حولوهم الى طوابير طويلة من المتسولين رغم إن حاجتهم وضيق وضعهم المادي الصعب جدا وحالة التيه والتوهان والضياع والتشرذم الذي أصابهم كان بفعل فاعل من أصحاب الضمائر الميتة والقلوب القاسية المتحجّرة والعقول المتيبسة الجالسين على كراسي الحكم المتنفذين والمتحكمين في مصائر الناس دون مراعاة لاحتياجاتهم.
وإظهارهم في مشاهد مهينة ومذلة لا ترتقي لكرامة الانسان وأدميته بل تنتهك حقوقه وكينونته عبر مقاطع فيديو وهم يتلقون الطرود الغذائية وتنشر صورهم على مواقع السوشيال ميديا" شبكات التواصل الاجتماعي" واليوتيوب إنها مشاهد مؤلمة تدمي القلوب وتدمع لها العيون ويتألم لها الوجدان,فأين أنتم من مشاعر المسلمين في شهر رمضان...
فمن حق الجميع في عالمنا العربي والاسلامي مناصرتنا ودعمنا والوقوف الى جانب شعبنا الفلسطيني معنوياً ومادياً في مواجهة الكيان المسخ ومن لف لفيفهم من الخونة المأجورين أصحاب الأجندات المشبوهة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة, تجد من أبناء جلدتنا وأمتنا من يتاجرون بمعاناة الناس واستغلال لحاجات الفقراء تحت مسميات مغلفة بالإنسانية والرحمة بقصد أو بدون قصد...
اللهم تقبل صيامنا وأغفر لنا وأرحمنا يا أرحم الراحمين.
بقلم: سامي ابراهيم فودة