لكِ فقطْ سأهبكِ حُبّي

بقلم: عطاالله شاهين

حقل القمح

سأزرع قمحاً هذه المرة في حقلي المهمل

وحين ينضج في الصيف سبلُ القمح

سأحصده بيدي الخشنتين

كي أطعم أطفالي حُبّ الأرض

....

كرم العنب

منطارٌ دائري الشكل قديم مهدوم يشبه القصر

يقف بشموخ زمنا بين أشجار العنب

مستأنِس منذ دهرٍ بالعنكبوت والوحْشة

وأشعة الشمس التي تشعّ

على أوراق الدوالي

والمنطار الأطلال بشكله الجذّاب

يجعلني أحنّ للماضي

...

مشهد سوريالي

كعادتي أقعد محتسيا قهوتي السادة على شرفتي في صباح عادي

أفكر بمستقبل الأطفال الذاهبين إلى مدارسهم

شعب يحبّ التعلم رغم المعاناة من احتلالٍ

أشعّة الشّمسِ تبين وجهي المحروق

أقعد على شرفتي خلف الغسيلِ

ناظرا إلى فلاحين يسرعون إلى بساتينهم الخضراء

كل ما أراه من شرفتي كان مشهدا سورياليا

...

في سواد العتمة

ما رأيته في العتمة السوداء

من أضواء صفراء خافتة بسبب ضباب كثيف في غير موسمه

امرأة عجوز كانت تنتظر على الرصيف سيارة أجرة

أسندت ظهرها لعشرة دقائف على عمود الإنارة

مرتبكة من عتمة سوداء

على مقربة منها قطّة سوداء كانت تبحث عن بقايا طعامٍ

المرأة كانت تخرج عن الرصيف لإيقافِ سيارة عنوة

لم تتوقف أية سيارة لها..

تعبتْ المرأة، وسارت بعد حين في العتمةِ

لم أرَ أي شيء بعدها سوى إنارة صفراء خافتة

في عتمة سوداء

...

صباح آخر

في صباح آخر من صباحاتِ حزيران

كنت وحدي أحصد زرعي بيدي الخشنتيْن

نظرتُ لسبلات القمح النّديّة، وقلت لها لكِ فقط سأهبكَ حُبّي

بقلم/ عطا الله شاهين