مقاومة ولكن..؟

بقلم: أشرف صالح

من خلال التصعيد الأخير على غزة جسدت المقاومة الفلسطينية  وبكل فصائلها وأجنحتها العسكرية المسلحة , والتي يتراوح عددها من عشرة الى خمسة عشر  جناحاً مسلحاً , وهذا بالإضافة الى المجموعات السلفية والتي تعمل بمفردها  وخارج غرفة العمليات المشتركة , جسدت كل معاني البطولة والعمل المنظم وذلك من خلال غرفة عمليات مشتركة , وجسدت أيضاً المصالحة والوحدة عندما جمعت كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى في غرفة واحدة , ولا ننسى صاروخ بدر3 المطور والذي يحمل مواصفات دولية , وتمتلكه سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي , وكشفت عنه في التصعيد الأخير ومن خلال دخولة للخدمة في سلاح السرايا لأول مرة , وكانت الظاهرة الأبرز في المقاومة هي المنظومة الصاروخية المتطورة , والتي تعمل بقرار موحد وعمل منظم وتكتيك راقي , والتي أربكت كل الحسابات في إسرائيل , وشلت الحياة اليومية , وفرضت المعادلات الجديدة .

ولكن.. هذه القوة الصاروخية والتي أبهرت العالم وهزت كيان إسرائيل , لم تكتمل أهدافها الإستراتيجية بعد , والتي من المفترض أن تتناغم مع فاعليتها وتأثيرها , فهناك خلل سياسي وجغرافي ليس في أداء المقاومة , إنما في أهداف المقاومة , فمن الواضح أن أهداف المقاومة على الصعيد السياسي لا تتعدى المطالب الإقتصاية وتحسين الحياة المعيشية والتي لا تكلف إسرائيل شيئاً , أما على الصعيد الجغرافي فهناك إنقسام واضح في أداء المقاومة , فصواريخ غزة لا تدافع إلا عن غزة فقط , مع العلم أن هناك قضايا مهمة وخطيرة تجري في الضفة الغربية , مثل تهويد القدس والضفة , وبناء المستوطنات والحواجز , وتهجير المواطنين , وتدنيس المقدسات , وهدم الخان الأحمر...إلخ , وكل هذه القضايا لا نجد علاقة بينها وبين المقاومة في غزة , ولو إفترضنا أن هذا التقصيرغير مقصود وغير مخطط له من قبل المقاومة في غزة , إذاً فلماذا هذا الخلل ومن المسؤول عنه!

اليوم تنتظر الفصائل تنفيذ ما إتفقو عليه مع الإحتلال بإشراف مصري وأممي , وغداً أو بعد غداً سيتم تنفيذ أهم بند وهو إدخال الأموال القطرية الى غزة , وأعتقد أن نتنياهو سينفذ معظم البنود في مناورة تتيح له تخطي موعد ما يسمى بعيد الإستقلال في منتصف الشهر الجاري في إسرائيل , وبعد هذه المناسبة سيكون الإحتمال الأكبر أن تتنصل إسرائيل من إتفاقيات الهدنة كالعادة , وخاصة أن نتنياهو لا زال عاجزاً عن تشكيل حكومة إئتلاف بسبب تسويته مع حماس , ومع عدم رضا الجهاد الإسلامي عن الهدنة وإستعدادها لإفشالها في أي لحظة , وقبول حماس بها كخطوة تساعدها على حكم غزة , سيبقى عمل المقاومة في غزة محدود وفي دائرة مغلقة , وهو من أجل تحسين الوضع الإقتصادي في غزة فقط , ولا يخرج عن حدود ونطاق غزة .

بقلم/ أشرف صالح