واحدة من عشرات الأمهات الصابرات الثابتات المرابطات القابضات على الجمر اللواتي لازلن يقبعن في زنازين سجون الاحتلال في ظروف اعتقاليه قاسية ومؤلمة، حيث حرموا من أبنائهن قسراً بين غرفٍ ضيقة وجدرانها رطبه ومتآكلة، ولا يستوطن قلوبهم سوى الحزن والألم والفراق والحرمان ولوعة الشوق والحنين في رؤية أبنائهن,
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر, أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يواجهون الموت البطيء وجميعهم يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة, وتعتبر من ابرز الأسرى والأسيرات الفلسطينيين المصابين بالسرطان وحالتها الصحية حرجة نتيجة سياسة الإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياتها,
هي الأسيرة/ نسرين أبو كميل أم مع وقف التنفيذ ابنة الأَربعة والأَربعون ربيعاً, والقابعة حالياً في سجن الدامون وتعد من الحالات المرضية الموجودة في سجون الاحتلال التي تستوجب علاجها والإفراج عنها لسوء وضعها الصحي المتفاقم، فهي مصابة بسرطان الغدد وقد وصل لمرحلة متقدمة، يرافقها إهمال طبي ومماطلة واضحة في تقديم العلاج اللازم من قبل إدارة معتقلات الاحتلال.
فإن حالها كحال كل الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال الذين يعانون الويلات من سياسات الإدارة العنصرية التي تتعمد علاجهم بالمسكنات دون القيام بتشخيص سليم لحالتهم ومعاناتهم المستمرة مع الأمراض لتركها فريسة للمرض يفتك بجسدها وقد أنهت عامها الثالث خلف القضبان ودخلت عامها الرابع على التوالي متنقلة بين سجون الاحتلال منها ,الرملة وعسقلان والشارون وصولاً للدامون، وهي حصيلة السجون التي حجزت حرية الأسيرة نسرين والتي بفضل اتقانها "للغة العبرية" تحاول مساعدة رفيقاتها في الأسر بكل ما تستطيع رغم معاناتها من مرض السرطان, كانت تتقاضي نصف راتب من قبل السلطة حتى شهر 12/ وفي تاريخ 6/1/2019 تم قطع راتبها دون معرفة الاسباب وراء ذلك..
الأسيرة المريضة: نسرين حسن عبد الله أبو كميل (46 عاماً )
تاريخ الميلاد: 5/7/1975م مواليد مدينة حيفا، وتحمل الهوية "الإسرائيلية "
مكان الإقامة : مدينة غزة تقطن في حي تل الهوى - شارع الصناعة بالقر ب من مستشفى الاردني
الحالة الاجتماعية: الأسيرة نسرين تنتمي لعائلة من مدينة حيفا المحتلة عام1948م متزوجة في مدينة غزة عام 1999،من المواطن حازم أبو كميل والذي يعمل بائعاً متجول في بيع كروت الجوالات عند الجامعات وحالياً هو عاطل عن العمل وانجبت له سبع أبناء منهم (4 بنات و3 أولاد) أكبرهم فراس (18 عامًا) وفارس (17 عامًا) وأميرة (16 عامًا) وملك (12 عامًا) وداليا (10 أعوام) ونديم (7 أعوام) وأحمد (5 أعوام) الذي كان يبلغ من العمر ستة أشهر حين اعتقال والدته والآن لا يستطيع ان يتذكرها في أولى أيام اعتقالها، وقد تعرض لنسكة صحية بعد غياب والدته المفاجئ لتوقفه عن الرضاعة" ولم تتمكن من زيارة عائلتها منذ العام 2000م رغم محاولاتها المستمرة لزيارتها وبعد اعتقالها بعامين تزوج زوجها امرأة أخرى من اجل رعاية ابنائها من بعد فقدان أمهم وقد انجبت له طفل اسمه طاهر وبنت اسمها نسرين....
تاريخ الاعتقال: 18/10/2015
مكان الاعتقال: الدامون
التهمة الموجه إليها: وجهت النيابة العسكرية العديد من التهم منها تصوير وزارة الداخلية وسكة القطار ومركز شرطة حيفا وميناء حيفا وجمع معلومات عن مواقع وأهداف صهيونية لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية وأصدرت بحقها محاكم الاحتلال بعد عدة جلسات للمحاكمة حكم على الأسيرة أبو كميل في تاريخ 20-2-2018 بالسجن ست سنوات، قضت منها حتى اليوم اربع سنوات, علما أصدرت المحكمة أكثر من مرة قراراً بالإفراج عن الأسيرة نسرين، لكن النيابة ترفض ذلك بشكلٍ متكرر ,وعلماً لها محكمة ستنظر بالإفراج عنها قريبا بتاريخ 2/7/2019م
إجراء تعسفي وظالم:
يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسيرة نسرين أبو كميل بحرمانها من زيارة أفراد أسرتها كونها لا تملك حق الزيارة فعائلتها من غزة كما ولا يمكن إدخال ملابس لها، ومن الصعب كذلك الحصول على كانتينا، وحتى إن حصل ذلك فقد كانت إدارة السجن ترفض في كثيرٍ من الأحيان أن تعطيها هذا الحق المتواضع, لم يستطع زوجها ولا أبناءها بطبيعة الحال أن يزوروها بتاتًا، ولا حتى مهاتفتها كما جرى في أولى أيام اعتقالها،
بل إن التواصل بينهم يكون من خلال رسائل وبعض المشغولات اليدوية استطاعت أبو كميل إخراجها من سجون الاحتلال مع الأسيرة المحررة سناء الحافي عام 2016م،تخص ذكرى يوم زواجها،وأسماء أطفالها, أما بالنسبة للاتصالات فهي ممنوعه, علما أن محكمة الاحتلال الإسرائيلي سمحت لها بالمكالمات ولكن الإدارة في السجن رفضت, وقد مرت أربع سنوات وكل ما يربط الأطفال بأمهم مكالمة وحيدة جرت في السادس والعشرون من يوليو/ تموز 2018م
الحالة الصحية للأسيرة المريضة: نسرين أبو كميل
أن الأسيرة أبو كميل كانت تعاني من مرض سرطان الغدد قبل عملية الأسر, لكن الورم الذي كان بسيطًا زاد كثيرًا بعد اعتقالها، ومعاناتها من المياه في ركبتها، ومرض الضغط والسكر وارتفاع الكولسترول في الدم وآلام أعصاب في يديها من الشبح ورفع يديها طويلاً في أثناء التحقيقات, وبعد عرضها على الأطباء تبين وجود كتل وأورام في الصدر تخشى ان تكون خبيثة، وتسبب لها ألام شديدة، وبعد مطالبات من الأسيرات وافقت الإدارة على السماح لها بإجراء عملية جراحية لاستئصال أحد الأورام وقد نقلتها مباشرة بعد العملية الى سجن "الدامون "وتخضع لجلسات العلاج الكيماوي
فهي مصابة بسرطان الغدد وقد وصل لمرحلة متقدمة وأن وضعها الصحي آخذٌ في التردي والسوء، نتيجة إصابة أصابع أقدامها بالسواد تحت الأظافر بسبب تأخر العلاج والإهمال الطبي المتعمد واما بخصوص يدها التي كسرت قبل أشهر في حادثة سقوط في الزنزانة وعندها تم اجراء عملية تجبير خاطئة لها وبعد أيام من العملية قاموا بإعادة كسرها بحجة الخطأ في التجبير مما أضر بالعصب الأساسي في يدها وبعد التجبير للمرة الثانية قرروا اعطائها 12 جلسة علاج طبيعي ونقلت لسجن (هشارون) وتم اجراء عملية عصب في أيديها وحاليا هي تتلقي جلسات العلاج الطبيعي
كيفية اعتقال الاسيرة البطلة: نسرين ابو كميل
غادرت الاسيرة نسرين أبو كميل صوب حاجز بيت حانون- ايرز بتاريخ 18/10/2015م عند الساعة الحادية عشرة صباحًا لمقابلة مندوب عن وزارة الداخلية الاسرائيلية بعد تلقيها اتصالًا هاتفيًّا من مخابرات الاحتلال، للحضور واستلام تصريح زوجها للدخول للأراضي المحتلة عام 1948م بتاريخ 17/10/2015م (كانت قدمت التصريح لزوجها لكونها من سكان حيفا) وتحمل الهوية " الإسرائيلية "وهي متزوجة بغزة وخاصة وان ذويها من سكان الأراضي المحتلة عام 1948
وما إن دخلت إلى النقطة الاسرائيليّة تفاجأت بإدخالها إلى غرفة التحقيق، والإدعاء بأنها تنتمي لحركة المجاهدين، وأنه تم تجنيدها من أجل جمع معلومات عن أهداف في الداخل، بحكم حصولها على الهوية الزرقاء "الإسرائيلية" وبدورها أنكرت تلك التهم وتعرضت لتحقيق قاسٍ 31 يوما في عسقلان على ايدي ضباط المخابرات الاسرائيلية وقد آذتها ضربة بأعقاب البندقية في إحدى المرات, لأنها كانت مباشرة على القلب ولا تزال تعاني من ضعف في عضلة القلب ثم نقلها إلى سجن الشارون، وبقيت هناك حوالي شهر ونصف، ومن ثم تم نقلها لسجن الدامون
من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسيرة/ نسرين أبو كميل للإفراج عنها لتقديم العلاج اللازم لها خارج السجون قبل أن تلتحق بكوكبة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أي لحظة نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياتها من قبل إدارة السجون ويرفض الاحتلال إطلاق سراحها ...
الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات
والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض السرطان وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان...
بقلم : سامي إبراهيم فودة