هدهد، الإسم الذي كان يتردد على مسامع الكثيرين من ابناء حركة فتح والمقاومة في الشتات منذ نهاية الستينيات، وطوال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. فقد كان (هدهد) نائباً للحاج مطلق القدوة مدير الإدارة العسكرية بمعسكر الهامة الشهير بضواحي دمشق الشمالية الغربية، ومن ثم في منطقة المزرعة قرب ساحة الشلال، حيث تم مكتب الحاج مطلق بعد قصف معسكر الهامة لثلاث مرات بطائرات الإحتلال عام 1969، وعام 1970، وعام 1973. أما اقامته العائلية فكانت في مخيم اليرموك، في منطقة حي العروبة، حيث امتلك منزلاً وداراً.
هدهد، من اوائل منتسبي حركة فتح والعمل العسكري الفدائي، وكان اتبع دورة عسكرية في كلية أنشاص الحربية في مصر عام 1967 ومن ثم في مدرسة حلمية الزيتون العسكرية المصرية. وكذلك في الصين الشعبية والإتحاد السوفييتي السابق.
كان هدهد، يرتدي احياناً (الحطة العقال)، ويضعهما بطريقة مشابهة لــ (حطة وعقال الختيار)، والمقصود أبو عمار. وكم مرة بدا في المشهد اياه في معسكر الهامة.
هدهد، واسمه الحقيقي عبد الرحمن محمد ابراهيم ابو لوز. سبعاوي بامتياز (من بير السبع)، وفلسطيني حتى نخاع العظم، عاد الى قطاع غزة بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، وانتقل الى رحمة الله يوم 8/8/2018، بعد معاناة مع المرض، وبعد عمرٍ طويل في العمل الوطني.
الآن يطل هدهد، في مشهد أخر، حيث سامر يوسف من مخيم اليرموك، وابن الجريح الفتحاوي يوسف يوسف منذ العام 1989، يقول : "كنت عسكري، وأنا ما زلت للأن، وهذا لباسي، وأنا ابن فتح متل الوالد الله يرحمه، وحاليا في منطقة اليرموك بيلدا".
سامر يوسف، من غور فلسطين التابع في جزء كبير منه لقضاء مدينة صفد، والجزء الأخر لقضاء مدينة طبريا في لواء الجليل في الشمال الفلسطيني، يضع على رأسه (الحطة والعقال) فيبدو كالختيار (أبو عمار)، ويتنقل في الحالة نفسها، من اليرموك الى أحياء دمشق الى بلدة يلدا جنوب المخيم، حيث يعمل بلجان الإغاثة باليرموك، مندفعاً لخدمة أبناء شعبه بالقدر المستطاع.
بقلم/علي بدوان