النكبة في ذكراها الحادية والسبعين

بقلم: صلاح صبحية

أن نعيش اليوم الذكرى الحادية والسبعين للنكبة يعني أننا ما زلنا متمسكين بأرضنا الفلسطينية التي طُردنا منها عام ١٩٤٨ ، وما زلنا متمسكين بحق العودة إلى ديارنا وممتلكاتنا التي احتلها الصهاينة عام ١٩٤٨، وتمسكنا بحق العودة هو حق تاريخي وإنساني وقانوني وشرعي، وقبل ذلك هو حق وطني وقومي ، ففلسطين هي الوطن القومي للشعب العربي
الفلسطيني، ولا يمكن أن يكون للشعب العربي الفلسطيني أي وطن بديل عن أرض فلسطين، ولا يمكن لأي قرار دولي أيا كان مصدره هيئة دولية أو دولة كبرى أن يغير حقيقة التاريخ والجغرافية ، ففلسطين وحدة واحدة لا يمكن تجزأتها وتقسيمها بين أصحاب الأرض وبين الغزاة الصهاينة الذين يحتلون أرضنا .
أن نعيش ذكرى النكبة يعني أن ندفع عن أرضنا الاحتلال بكل الوسائل الممكنة والمتاحة بما فيها الكفاح المسلح حيث أمكن ذلك ، فالذكرى الحادية والسبعين للنكبة يتطلب منا الاستمرار في النضال والمقاومة والتأكيد على أرض فلسطين لا تتسع سوى لشعب واحد هو الشعب العربي الفلسطيني، أما هؤلاء الصهاينة عليهم الرحيل عن أرضنا التي احتلوها بمساعدة الدول الاستعمارية عامة وبريطانيا خاصة التي تتحمل المسؤولية الكبرى في نكبتنا والتي مهدت الطريق للاحتلال الصهيوني بأرضنا وبمساعدة الشرعية الدولية التي زيفت الحقائق وأصدرت القرار رقم ١٨١ لعام ١٩٤٧ والذي ينص على تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية ووضع القدس تحت الإدارة الدولية ، فقرار التقسيم ١٨١ الدولي كما وعد بلفور البريطاني تصرف بأرض فلسطين كأنها ملكية خاصة فمنحوها ليهود الخزر الذين ليس لهم أية علاقة بالوعد الإلهي المزعوم بقدر ما هم يحققون الأهداف الاستعمارية في المنطقة العربية .
فالذكرى الحادية والسبعين للنكبة التي تعني حقنا في أرضنا الفلسطينية المحتلة عامي ١٩٤٨ و ١٩٦٧ ، فإن هذا الحق يتطلب منا التمسك المطلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم ، والذي بدوره يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الهجمة الأمريكية الصهيونية التي تتجلى اليوم في شطب قضية اللاجئين وإنهاء حق العودة مع تقليص عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى بضعة آلاف فقط والذين هم من مواليد فلسطين قبل يوم ١٥ آيار ١٩٤٨ ، فوحدة الموقف الفلسطيني ضرورة حتمية لا بدّ منها ما دام الكل الفلسطيني يتمسك بحق عودة كامل اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وما دام الكل الفلسطيني يتمسك بحق مقاومة الاحتلال ، وما دام الكل الفلسطيني يرى في الانقسام الفلسطيني الفلسطيني تحقيقاً لمصالح الاحتلال، فإنّ كل ذلك يتطلب من الكل الفلسطيني الدخول إلى البيت الفلسطيني المجسد في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب العربي الفلسطيني، والبدء فوراً بتقييم المرحلة السابقة من نضالنا وإعادة التأكيد على مشروعنا الوطني الفلسطيني النقيض المطلق للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني وتحديد أدوات النضال والكفاح والمقاومة بما يجعل العدو الصهيوني يدفع كلفة احتلاله بأرضنا الفلسطينية ، مع إعادة النظر في خطابنا الإعلامي تجاه عدونا بعدم التعاطي مع مصطلحاته التي تدعم روايته التاريخية في مواجهة روايتنا الفلسطينية التي تؤكد على حقنا الكامل في كل أرضنا الفلسطينية الممتدة من البحر إلى النهر، بالوحدة الوطنية الفلسطينية اليوم امراً حتمياً لا بدّ من إنجازه ونحن نعيش اليوم الذكرى الحادية والسبعين للنكبة.
٢٠١٩/٥/١٥ صلاح صبحية