قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "صدق الله العظيم "
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الفتح والذي ارتقى شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة على أيدي مجموعات مسلحة وذلك يوم الاثنين الساعة السابعة صباحاً الموافق 14/5/2007م عن عمر يناهز 23 عاماً إنه الشهيد البطل/ علاء منير سعيد شبير
ولد الشهيد علاء المكنى "أبو قصي" في مخيم جباليا "بلوك4"مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 20/6/1984م فهو أعزب وقد كان يعمل في مهنة الخياطة وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب والذين هم على قيد الحياة وله خمسة إخوة وأخت واحده ويأتي الشهيد علاء في الترتيب الأول.
نشأ وترعرع شهيدنا علاء في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور عائلته إلى بلدة حمامة المحتلة والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح واستقر بهم المطاف في مخيم جباليا منطقة السكة, تلقَّى تعليمهُ في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لغاية الصف الثالث الإعدادي الذي اجبر فيه علي ترك المدرسة نظراً لسوء حال أسرته فقد ذهب للعمل منذ صغره, فكان رجل منذ صغره ويتحمل المسؤولية.
محطات مضيئة في حياة الشهيد :علاء منير سعيد شبير
- تعرض للإصابة برصاص الاحتلال في قدمه أبان الانتفاضة الأولي 1987م وكان شعلة في النشاط ويتقدم الصفوف والمواجهات مع قوات الاحتلال.
- سافر في عام 1999م إلى مدينة أريحا بالضفة الغربية للتدريب العسكري لدي السلطة الوطنية ولكن للظروف خاصة لم يكمل الشهرين وعاد إلى قطاع غزة.
- كان المرافق الشخصي للقيادي الفتحاوي ماهر مقداد عمل.
- التحق الشهيد في صفوف كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد (أيمن جوده) بقيادة القيادي ماهر مقداد عام 2005 وكان في ذلك الوقت صغير السن ولكنه صنع ما لم تصنعه الرجال الكبار.
- التحق مع كتائب شهداء الأقصى بقيادة الشهيد جمال أبو الجديان.
- فقد كان دائماً مرابطاً علي حدود موطنه وكثير ما تصدى للأجتياحات الصهيونية
- فقد كان شجاعاً لا يأبا الموت في سبيل الله بل كان كل أمنيته أن يقضى نحبه في سبيل الله
- كان شاباً مهذباً عرف بحسن الخلق والطيبة وكان قليل الكلام وبرغم جراحه وإحساسه الدائم باغتصاب أرضه إلا أن ابتسامة لم تفارق وجهه البشوش.
من مناقب الشهيد: علاء شبير
فقد عرف الشهيد علاء بأخلاقه الحميدة وسمعته الطيبة وسيرته العطرة وبهدوءه واتزانه ورجاحة عقله وحسن معاشرته وعرف بطاعة والديه وطيبة قلبه وعطفه على الصغار فكان حنوناً على الصغار في بيته وكان محترماً للكبير, كما أنه عرف بصلاة قيام الليل وصيام النوافل بشكل مستمر وتميز بعلاقة طيبة مع جميع من عرفه لطيبه قلبه وإخلاصه لهم.
كيفية استشهاد الشهيد: علاء منير سعيد شبير
في حديثي مع شقيق الشهيد علاء موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة الاغتيال التي تم تنفيذها بدم بارد بحق شقيقة على أيدي مجموعات مسلحة, بدأت الاشتباكات الضارية بالهجوم من قبل مجموعات مسلحة في منطقة المقوسي وتحديداً على منزل القيادي ماهر مقداد مساء يوم الأحد الموافق 13/5/2007م واستمر الهجوم الناري بكل وسائل الأسلحة المتاحة لديهم حتى صباح يوم الاثنين الموافق 14/5/2007م وقد ارتقى الشهيد علاء شبير عند الساعة السابعة صباحا بطلق في القلب واستشهد معه زميلة محمد العبسي من سكان مخيم الشاطئ وبعد تدخل الأجهزة الأمنية تم نقلة إلى مستشفى الشفاء,
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد توجهت عائلة الشهيد والأصدقاء والجيران إلى مستشفى الشفاء وتم إحضار جثمانه الطاهر إلى منزله حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمحبين له وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد العودة في مخيم جباليا يوم الاثنين الموافق14/5/2007م وشارك في تشييع جنازة الشهيد علاء المئات من الجماهير وسار موكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة بيت لاهيا, وأقيم للشهيد علاء بيت العزاء وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير واعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..
ملاحظة رابع يوم العزاء تم حرق احد غرف المنزل بفعل فاعل مما تسبب بإضرار مادية لحقت بالمنزل
والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار...
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك واجعله من الصديقين الشهداء الصالحين اللهم امين.
بقلم/ سامي إبراهيم فودة