استوقفتني ومجرد الصدفة إعلانات ضخمة وممولة على شبكة التواصل الاجتماعي وإعلانات بعض الفضائيات ووصول المغنية الأمريكية ليدي غاغا الي حفل الأوسكار ووصولها إلى دبي ضمن جولتها العالمية ووفقا للأرقام التي نشرها موقع فيسبوك فقد سيطر حفل جوائز الأوسكار على مواقع التواصل الاجتماعي بمساهمة 21 مليون شخص بثمانية وخمسين مليون تفاعل عن الحفل على موقع فيسبوك ، ففي حفل توزيع الأوسكار الأخير صعدت الليدي "غاغا" على خشبة المسرح لتغني مقتطفات من أغاني فيلم "ذا ساوند اوف ميوزيك" ، وفي الدقيقة الأولى التي لامست قدماها الخشبة كان يكتب على "الفيس بوك" أكثر من 214 ألف تعليق ، وعلى تويتر أكثر من 60 الف تغريده تشيد بطلّتها وصوتها...وما أن أنهت وصلتها السريعة حتى كان الملايين من الاعجابات والتعليقات تشغل مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف دول العالم..
وكما استوقفني الكاتب احمد الزعبي فيما كتب وفعلاً إنني استغرب هل العالم عشقوا ليدي غاغا ونسو فلسطين الى هذا الحد ؟ والسؤل هنا الي عشاق ليدي غاغا ؟ هل لو عرضنا كل الوطن العربي ، بأرضه ونفطه ونخله وصحرائه وقمحه وانقسامه واقتتاله على خبير عقاري بغية البيع ..ترى كم يساوي في هذه اللحظة؟...
لو عرضنا دماءه ،واشلاءه ، وانفجاراته ، وسياراته المفخخة ، وبراميله المتفجرة ، والبيوت المهدّمة على تاجر "خردة وحديد مستعمل"...ترى كم يساوي في هذه اللحظة؟..
لو عرضنا كراسي الأنظمة العربية ،وصولجاناتها، ومقاعدها وأسرتها ،وخزائنها ومخازنها على "مُنجِّد" وخبير "موبيليا" وأثاث مستعمل ...ترى كم تساوي في هذه اللحظة؟...
لو عرضنا دموع الأمهات ، أنات الأطفال، انكسارات اليتامى ،حسرات الأرامل ، حنق اللاجئين على ملك الموت ترى كم يساوي الحزن العربي في هذه اللحظة؟...
ماذا لو أن الليدي غاغا..صارت فلسطين؟ ،" طبعا لا يشرفنا ان نقرن اسم بلد مقدس طاهر بأسمها لانه به اشرف رجال بقاع الأرض لكن من باب أسئلة التهكم" وصعدت الليدي "غاغا" على خشبة المسرح لتغني بصوت يشبه صوت الأمهات اللاهثات من حرب ال حرب ودمار الي دمار ومن خراب الى خراب ومن موت الى موت.. كم تعليق ومشاركة وإعجاب ستحظى..!.
ماذا لو ان الليدي غاغا..صارت غزة..وصعدت على خشبة المسرح لتغني بصوت الأطفال الخارجين للتو من طحين الاسمنت والطوب وخراب البيوت. في حي التفاح وجباليا ،والشجاعية والوسطى ودير البلح ،والزنة، وبني سهيلا، وعبسان، وخزاعة، ورفح....الخ كم تعليق ومشاركة وإعجاب ستحظى؟؟...
ماذا لو ان الليدي غاغا..تعثّرت على مسرح الوحدة والاستقلال وسقطت...فصارت فلسطين؟..
كم عدوا سيصفق للسقوط!!.
ولو فرضنا ليدي غاغا جاءت محملة بالدولارات كم عدد المعجبين والمطبلين والمصقفين لها
لا تحزني فلسطين نسوك وعشقوا ليدي غاغا هكذا هم لكن ستنتصرين وستكون الحياة يوماً أجمل لكن بدون ليدي غاغا.
بقلم/ د. هشام ابويونس