لا أعتقد أن دولة الرئيس سعد الدين الحريري، اللبناني العربي الحر الشريف، رئيس حكومة لبنان العربي الأصيل، ابن الرئيس الشهيد الكبير رفيق الحريري، صاحب المواقف القومية، وراعي المقاومة اللبنانية، ابن صيدا الأبية وقلب بيروت الصامدة، ورجل لبنان الأولُ والأشهرُ، يقبل بتصريحات مارقٍ مندسٍ، كاذبٍ دَعيٍّ، أجيرٍ عميلٍ، ساقطٍ وضيعٍ، تابعٍ ذليلٍ، صغيرٍ حقيرٍ، يسئ فيها إلى المقاومة العربية، ويتطاول على المقاومة الفلسطينية، ويعتدي على شرف الأمة وذروة سنامها، ويشوه صفحتها الناصعة وسيرتها الحسنة، ويطعن بكلماته الغادرة الأمة في خاصرتها والمقاومة في ظهرها، مستغلاً منبر الحريري العالي، ومنصة المستقبل الطاهرة، ومستفيداً من انتمائه إلى تيار المستقبل، الذي يتفيأ في ظلاله ويخونه، ويقتات من خيره ويسيء إليه، وينتسب إليه وينقلب عليه.
إنه نديم قطيش، الاسم المغمور الذي سمت به دوحة الحريري الفيحاء، والإعلامي المجهول الذي أشهرته وسائل تيار المستقبل الإعلامية، والشخصية اللبنانية التي يعجب بها الإسرائيليون، ويطرب لها الناطق باسم جيشهم أفيخاي أدرعي، الذي أشاد بشخصيته ومدح ثقافته، ونشر على صفحته تغريداته، ونشر على صفحاته تصريحاته، وكأنه صهيونيٌ مثله أو يهوديٌ أكثر منه.
هو الذي اشتهر بأنه صاحب المواقف الغريبة والتصريحات الشاذة، التي لا تعبر عن لبنان ولا تشبهه، ولا تنسجم مع آل الحريري ولا تتفق معهم، ولا يقبل بها اللبنانيون ولا تعبر عنهم، ولكنها ترضي الإسرائيليين وتسعدهم، وتعبر عن مكنون نفوسهم، وتنطق بما تتمنى قلوبهم، حتى غدا ناطقاً باسمهم، معبراً عنهم، جندياً في جيشهم، مقاتلاً في مستوطناتهم، يتقدم صفوفهم ويغتال المقاومة بسلاحهم، ويتطوع جندياً مرتزقاً في جيشهم، ويبدي استعداده للموت دفاعاً عنهم وفي سبيلهم.
لقد تطاول قطيش في مواقفه وأمعن في الإساءة إذ رأى أن مشغليه عنه سكتوا، وأسياده عن أخطائه أغمضوا، ولم يراجعه أو يؤنبه أحدٌ، فأصر على مواقفه عندما وجد أنه ما زال في مكانه يعمل، ولمنصبه يُشغل ولبرنامجه يقدم، وعليه تتسابق وسائل الإعلام وتتنافس، فبات يقيء فيها بأفكاره المسمومة وتصوراته المشؤومة، وأخذ يصول ويجول في المؤسسات الإعلامية التي راق لها فكره وأعجبها منطقه، إذ سرها أن يمرق من العرب ضالٌ، وأن يظهرَ فيهم مبيرٌ، وأن يتطاول على مقدساتهم فاسدٌ، وأن يثير الشبهات على قيمهم منحرفٌ، فهم في حاجةٍ إلى أحمق مغرورٍ مثله، وإلى سفيهٍ مجنونٍ يشبهه، وإلى مريضٍ يظن نفسه سليماً، وإلى مخربٍ يعتقد أنه يحسن صنعاً.
فهل يسكت دولة الرئيس سعد الدين الحريري عن هذا الذي لا يكاد يبينُ لولا انتمائه، ولا يمكن لصوته المهين أن يصدح لولا انتسابه، ويتركه في غيه يتمادى وفي ضلاله يزيد، يواصل فساده ويستمر في انحرافه، فإنه والله يضركم ولا ينفعكم، ويسيء إليكم ولا يخدمكم، ويتآمر عليكم ويعمل عند غيركم، ويستفيد منكم ويستغل مناصبكم، ويتعمد التصريح من منابركم والتغريد من منصاتكم، ليظن الناس أن مواقفه تعبر عنكم، وتعكس سياستكم، وتنقل إلى الرأي العام أمانيكم، فهو يخدعكم ويضر بكم ويفسد سمعتكم، فضلاً عن أنه يسيء إلى لبنان سيد المقاومة وجبهتها الأولى، ويشوه تاريخه ويلوث بالعار سمعته.
أم تراك يا دولة الرئيس تغضب في هذا الشهر الفضيل للحق، وتثور من أجل كرامة الأمة، وتنتصر للمقاومة، وتفي بالعهد مع الشهداء، وتنتفض حراً وفاءً لوالدك الكريم ودمه الطاهر، وتصطف إلى جانب أحرار الأمة وأعلامها، وتكون واحداً منهم وأحد رجالهم، فتلفظ هذا البغاث، وتكشف عنه غطاءك، وتعلن أنه لا ينتمي إلى تيارك، ولا يعمل مع فريقك، وأنه ليس من مستشاريك، ولا هو أحد المقربين منك، ولا مكان له عندكم ولا وجود له بينكم، فأنت زعيمٌ بطرده، وقادرٌ على لجمه، وحريٌ بك صده منعه.
إذ أنه يا دولة الرئيس نجسٌ لا يجوز أن تقتربوا منه، وفاحشٌ معاذ الله أن تسمعوا له، وروثٌ لا نفع منه، وأجيرٌ لا أمان له، وشرٌ لا خير فيه، وعارٌ لا شرف معه، وبوقٌ للعدو طرب له، وطبلٌ أجوفٌ إلا من هواءٍ منتنٍ، فتطهروا منه يا دولة الرئيس واطردوه من مؤسساتكم، وأبعدوه عن تياركم، وأقصوه من كل صفوفكم، أخرسوا صوته، واقطعوا لسانه، وعجلوا بحرمانه، وأعلنوا للأمة كلها أنكم منه براءٌ، فإنكم بهذا تكبرون، وبالتخلص منه تتطهرون، وإلى الله عز وجل تتقربون، ومن الأمة وشعوبها تقتربون وعلى أماناتهم وعهدهم تحافظون.
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
بيروت في 18/5/2019
https://www.facebook.com/moustafa.elleddawi
[email protected]