عندما يتوارى القمرُ يصخبُ الحُبُّ..

بقلم: عطاالله شاهين

تقولُ لماذا يحبّني أكثر عندما يتوارى القمرُ؟ هل لأنّ القمرَ يبقى ساهرا على روحِ الحُبّ، التي تظلّ ترقصُ على أنغام أغنية أم كلثوم الحُبّ كده؟..تسأله كلما يتوارى القمر خلف الجبالِ لماذا حُبُّكَ أراه ينهمر عليّ الآن كحبّاتِ المطَرِ وتبللني بكلّ جنونكَ وبعطفكَ المندفع صوبي باهتمامٍ غريب، ينظر صوبها ويهمسُ: لأنّ الحُبَّ لا يصخب إلا في العتمة أيتها المبدعة في سحرِ الهمسات، تصمتْ قليلا، وتقول له: أتدري بأنكَ تحت ضوءِ القمرِ أشعر حينها بأنك لا ترغبني البتّة، هل لأنني لا أملكُ قدّا ساحرا؟ يردّ عليها: كلا، لأنني أرى القمر يريد أخذكِ مِنّي، ويريد أخذ جمَالَ وجهك، ويريد أن يكونَ أجمل منكِ.. تقاطعه وتقول: أتدري بأنكَ في العتمة تكون أجمل حتى في صمتكَ، يسألها إذن لماذا تصخبين عندما يتوارى القمر؟ لكنها تظل صامتة، يدرك بأن الحُبَّ يصخبُ بتهورٍ مدروسٍ عندما يتوارى القمر، ويروحُ يسمع أغنيةَ كوكب الشّرق الحُبّ كده، فيقول فعلّا الحُبُّ كده...

عطا الله شاهين