ألمُ الفراقُ المجنونِ لعاشقيْن..

بقلم: عطاالله شاهين

لا يمكن تخيّل الألمَ لعاشقيْن يضطران إلى الفرارِ من الحربِ، لكن حينما يفترقان عن بعض ينظران إلى بعضيهما والدّموع من عينيهما تسيل كسيلٍ بلا توقّف، فحينما يبتعدُ العاشقُ عن حبيبته تحت القصف من طائراتٍ غريبة يظلّ فكره منشغلا بها، ويدرك العاشقُ بأن الفراق المجنون، الذي فرق بينهما سينتهي يوما ما، عندما يفرّان إلى بلد آمنة فيها الحياة مستقرة.. إن مشهد النظرات الأخيرة لعاشق يحبُّ امرأةً تريد الهروبَ من جحيمِ الحربِ، وكأنها تقول له تعال معي، فلماذا تريد الهروب من طريق آخر؟ ينظر صوبها نظرة أخيرة ويقول لها: أخاف عليكِ من الموْتِ، أمّا أنا سأسير من طريقٍ آخر، فلا أريد أن تموتي بسببي يا حبيبتي.. الألم يظلّ يجتاحهما حتى عندما يتوارى العاشق خلف الشّجيراتِ، تجلس المرأةُ على صخرةٍ رسم عليها قبل زمنٍ قلب حُبٍّ، فتقول: لم أشعر بألمٍ صعبٍ كهذا الألم، إنه ألمُ الفراق المجنون، إنه وداع أضطراري.. تنظر صوب السهل تراه يلوح لها من بعيد، تقول: الألم يجتاحني الآن، أنه الفراق المجنون يا لهذا القلب المرسوم على هذه الصخرة البيضاء، أظنّ أننا كنا نرسمه هنا للتّوّ ..

عطا الله شاهين