ورشة البحرين توحد فتح وحماس

بقلم: خالد معالي

كثر الحديث هذه الايام، عن ورشة العمل الاقتصادية في البحرين، منتصف حزيران القادم، والتي هي سياسية بامتياز، مغلفه بقشرة اقتصادية - ورشة السلام من اجل الازدهار- لتصفية القضية الفلسطينية، بحسب المصالح الامريكية وطفلها المدلل"اسرائيل"، على حساب الحق الفلسطيني والعربي.

ما لم ينجح به "شرق اوسط جديد" من قبل وزيرة خارجية امريكا سابقا"كونداليزا رايس"، لن تنجح به ورشة البحرين، لاسباب عدة اهمها النفس المقاوم الصلب والعنيد، ورفض حماس وفتح لها، رفضا مطلقا، وهذا مدعاة لطي صفحة الانقسام بينهما، والتفرغ لمخطط تصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى بصفقة القرن، ولا يصح تفويت الفرصة الذهبية من قبل قادة حماس وفتح، والتي لا تعوض، ويا ليت قومي يسمعون فيجيبون.

لا نقاش في ان ورشة البحرين هي عنوان ومقدمة لما هو آت، والتقرير الذي أعدته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشف أن خطة ترمب المعروفة إعلاميًّا باسم "صفقة القرن" لن تشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وانما كانتونات تتحكم بفتحها واغلاقها اصبع مجندة تابعة لجيش الاحتلال متى شاءت وارادت وبمزاجية، كما يحصل الان على معابر وحواجز الضفة الغربية المحتلة.

عقد "ورشة عمل" اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة، تعتبر أول فعالية أمريكية ضمن خطة "صفقة القرن" الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، ويبقى السؤال امريكا تخطط، فاين خططنا نحن لابطال الصفقة؟!

واضح جدا ان ورشة البحرين بمثابة، أنشطة تمثل بوابة للتطبيع والانخراط العربي العملي في تبني "صفقة القرن" وتطبيقها، واعتماد الرؤية الإسرائيلية (نتنياهو- ترمب) لما يسمى السلام الاقتصادي لإنهاء القضية الفلسطينية، " ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين".

تمثل ورشة البحرين خروجًا عن الثوابت العربية والإسلامية، والاجماع الفلسطيني، والاصح والافضل للبحرين الغاؤها، الا اننا نقدر انها لن تفعل، خشية الغضب الامريكي، وعدم قدرة البحرين على رفض الطلب الامريكي وهذه معضلة غالبية قادة  الدول العربية الذين لضعفهم لا يردون طلبا لامريكا.

لا يغيب عن بالنا ان ترمب قد مهد مسبقا لمخططاته، فقد بدأ بإجراءاته لإنهاء الشاهد الأخير على قضية اللجوء، عبر وقف المساعدات الأمريكية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كعقبة كأداء امام صفقته.

في كل الاحوال ستنفق امريكا من مالها ومن اموال العرب النفطية على صفقة القرن والعصر، لكن ستكون النتيجة:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ".

بقلم/ د. خالد معالي