مسيح امريكا الجديد غرينبلات ..!!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

يبدو ان السيد غرينبلات مبعوث الرئيس الامريكي للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بات يعتقد انه رسول السلام وانه مسيح امريكا الجديد في المنطقة لإحلال السلام و هو في حقيقته لايعدو عن اداة طيعة في يد اليمين الصهيوني اليهودي والمسيحي معا لتنفيذ سياساته التوسعية والعنصرية على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ........

غرينبلات صرح متباكيا اليوم على حالة الفلسطينيين ....

ولا يريد ان يدرك أن السبب الرئيسي لما هم فيه الفلسطينيون من وضع مأساوي هو نتيجة لتبني دولته ورئيسها السيد دونالد ترامب لمواقف المستعمرة الاسرائيلية بشأن مستقبل احتلالها واستيطانها للأراضي الفلسطينية......

والذي يؤكد على استمرارية هذا الاحتلال الغاشم والبغيض للأراضي الفلسطينية ...

ويؤكد على شرعنة مستوطناتها اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وضمها للقدس واعتبارها عاصمة لكيانها الغاصب ضاربة بقواعد القانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ...

فيذهب السيد غرينبلات بعيدا في التباكي على وضع الفلسطينيين الاقتصادي وكأن جوهر الصراع بينهم وبين الاسرائيليين لا يتعدى الظروف المعيشية والتي هي في الحقيقة مجرد نتيجة من نتائج استمرار الصراع والاحتلال وليست السبب فيه...!

فينصب هم غرينبلات ... وهم دولته... لعقد مؤتمر اقتصادي في المنامة بالبحرين لبحث مستقبل الاقتصاد الفلسطيني سيشارك فيه عدد من الدول العربية الى جانب الكيان الصهيوني وبعض الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة ... يا للغرابة في هذا التحرك الاقتصادي السياسي الذي يهدف حقيقة الى تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية و من ثم شطب البعد الوطني والقومي والسياسي للقضية الفلسطينية....!!!!!

لذا يصرح السيد غرينبلات دون خجل ويتباكي على الشعب الفلسطيني ومستقبله ويمنيه وقيادته بأحلام اقتصادية وردية على طريق انهاء الصراع.. معتقدا ان هذا المدخل الاقتصادي المعيشي هو المدخل الانسب لتحسين شروط الحياة لدى الفلسطينيين

.....فيقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات:

(ان الفلسطينيون سيخسرون كثيرا إذا لم يشاركوا في مؤتمر البحرين الشهر المقبل

ويقول سنشارك في مؤتمر اقتصادي بالبحرين لوضع مسار بديل لتحقيق تطلعات الفلسطينيين.

ويقول لا يجب أن ننتظر حتى يتحقق الحل الشامل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويقول مستعدون لإطلاق حوار مع الحكومات التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين....)

اذأ الأمر بات واضحا لكل ذي عين ان الهدف الأساسي من هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات المماثلة هو شطب الحقوق الوطنية والسياسية الثابته للشعب الفلسطيني في وطنه وفي مقدمتها حقه في العودة الى وطنه وذلك من اجل الحفاظ على النقاء العنصري والعرقي للمستعمرة الاسرائيلية.....

هكذا تصبح الولايات المتحدة هي الحامية والضامنة لنظام الفصل العنصري الذي تقيمة المستعمرة الإسرائيلية فوق ارض فلسطين ....

واذا ما أضيف الى ذلك سلسلة القرارات والاجراءات التي اتخذتها الادارة الامريكية بشأن القدس و بشأن الأنروا وبشأن وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة واسقاط صفة المحتلة عنها ...

يعني التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية بكل عناصرها وشطب اي مستقبل سياسي للشعب الفلسطيني قد يقود الى تقرير المصير والى قيام دولة مستقلة للشعب الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين...

فماذا تبقى للشعب الفلسطيني... ؟؟؟!!

وكيف له ولقيادته ان يوافقوا على هذه السياسات والتوجهات والقبول ببحث الوضع المعيشي الاقتصادي وتحسين ظروف العيش تحت الاحتلال بديلا عن انهاء الاحتلال وحق العودة وحق تقرير المصير ...؟!

لو كان يهم السيد جرينبلات الوضع الاقتصادي والمعيشي للشعب الفلسطيني لما اقدمت دولته على وقف جميع اشكال المساعدات المادية عن الشعب الفلسطيني سواء بواسطة الانروا اومنظمات المجتمع المدني والمساعدات المباشرة للمستشفيات او للسلطة الفسطينية.....

أن هذا التباكي لا يتوافق وهذه المواقف والعقوبات التي طالت كافة ابناء الشعب الفلسطيني سواء في داخل فلسطين اوخارجها...

إن الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه وعلى رأسه قيادته الوطنية ممثلة في ممثله الشرعي والوحيد م.ت.ف ورئيسها الرئيس محمود عباس يرفضون هذا المدخل وهذه السياسات التي لاتحقق طموحات الشعب الفلسطيني بل تمثل خطة مدروسة للتخلص من الحقوق الوطنية المشروعة للسعب الفلسطيني وتصفيتها...

لذا قرر الشعب الفلسطيني وقيادته رفض المشاركة في مؤتمر المنامة في البحرين المنوي عقده يومي25/26حزيران المقبل...

ويؤكدون على تمسكهم بحقوقهم الوطنية المشروعة بإنهاء الإحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس و على حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وقراهم ومدنهم التي شردوا منها في سنوات ١٩٤٨ و١٩٤٩م طبقا للقرار الاممي رقم 194 ...

مؤكدين ايضا على رفض الرعاية المنفردة للولايات المتحدة لجهود السلام في الشرق الأوسط بعد انكشاف مواقفها المعادية للشعب الفلسطيني ولحقوقه ... والمنحازة كلية لمواقف الكيان الصهيوني .. مؤكدين على ضرورة ان يضطلع المجتمع الدولي بدوره في هذا الشأن و على تطبيق قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار181 لسنة ١٩٤٧م والقرار ١٩٤ لسنة ١٩٤٨ والقرار242 وبقية القرارات التي أكدت على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين....

لذا نقول لا لمؤتمر المنامة او لغيره من المؤتمرات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وتساير الاحتلال الاسرائيلي وتطلعاته التوسعية والعنصرية...

غرينبلات أنت لست مسيحا ... ولا رسولا للسلام ... وانما انت رسولا لشرعنة الاحتلال والعدوان والتوسع والإستيطان ورعاية نظام الأبارتهايد فوق ارض فلسطين ....

بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس

رئيس المجلس الإداري للإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

الرياض 23/5/2019م