هي ليستْ آخر حُبّ ولا أوّله
هي المرأةُ العاشقة كغيرها من العاشقاتِ المُتلهّفاتِ للحُبِّ
في حدائقِ الصّمتِ يجلس فيها العاشقون
على المقاعدِ الخشبية في الليل يتهامسون
لا قمرٌ في الليل يكشف حُبّها
أغصانُ الصّفصافِ تغطّي وجيهما
الليلة المعتمة بغرابةٍ ساحرة
تعتّم الحدائقَ بجنون
وحارات ببناياتها البشعة تصمتُ
الجداولُ الشّحيحة المياه يُسمع صوتُ مياهها العكِرة
ضفادع تنقّ بلا انقطاعٍ
تبرّدها كل ليلة الجداول شحيحة المياه
كما يرطّبها النسيم الآتي من البحر الهائج
العاشقون يسهرون في عتمةِ الحدائق مستمتعين بالصّمتِ
لا أصواتٌ تزعج حُبّهما في الليل
الليل ساحرٌ لعينيها بلا أضواء..
عندما يدخل الفرحُ في القلبِ المتلهّف للحُبِّ
نبضاتُ الفرحِ الصّاخبة
وحتى.. صاخبٌ هذا العشق السّاهر
الصاخب كبركانٍ ثائرٍ منذ زمنٍ
هي المرأة العاشقة كالعاشقاتِ المتلهّفات للحُبِّ
ظلّي إلى النهاية حاضنةَ الجسدِ الملتهب
بقاء الفرحِ
الفرح زمنٌ في نهايةِ المشوار
على المقاعدِ الخشبية في وجه نسيمِ الهواء
والسّهرُ تأجيجُ حُبٍّ لا ينعس تحت شجرِ الصّفصاف
في الجداولِ ضجةٌ من نقيقٍ مجنون
وأغصانُ صفصافٍ ساترة لعاشقيْن
وعتمةٌ غريبة تعتّم الحارةَ النائمة
لا قمرٌ يبيّن صخبَ الحُبِّ
وهمساتُ عاشقيْن تظلّ صاخبة خلف الصّفصاف..
بقلم/ عطا الله شاهين