مؤتمر البحرين وخطة التضليل..

بقلم: أشرف صالح

قبل أن نعرف تفاصيل مؤتمر البحرين الإقتصادي والذي سينعقد نهاية الشهر القادم في المنامة , وماذا سيقدم وماذا سيؤخر , رفضناه وبشدة حرصاً منا على أن لا نقع في شباك صفقة القرن , والذي يعد هذا المؤتمر جزئاً منها , وبهذا نكون نجحنا كساسة وصناع قرار ومحللين وصحفيين  أن نقرأ ما هو مكتوب بوضوح في هذا المؤتمر , ولكن هناك في الثنايا ما هو لا يزال يستحق البحث ومن ثم القراءة الجيدة , فخطورة هذا المؤتمر ليس بالمادة التي سيقدمها كجزء من صفقة القرن , إنما في عملية التضليل على ما يحدث على أرض الواقع وتوجيه الأنظار من المهم الى الأقل أهمية , وهكذا قد يكون المؤتمر نجح في هدفه الغير معلن وهو التضليل عما يجري على أرض الواقع والذي هو أقل من صفقة القرن بكثير .

هناك ضجة إعلامية على مؤتمر البحرين , كما حدث ضجة إعلامية على صفقة القرن , وفي المقابل هناك خطط موازية لهذه الضجة  تتطبق على أرض الواقع , فمنذ الإعلان عن صفقة القرن نجحت الولايات المتحدة بتوجيه الأنظار اليها إعلامياً , وبالموازات مع سلوكيات إسرائيل على أرض الواقع , فلم يتصدى أحد لهذه السلوكيات , فكان التصدي كله مركز على صفقة القرن والتي لا تزال مجرد كلام في كلام , واليوم وفي ضجة مؤتمر البحرين نواجه نفس المشكلة , فنحن نواجه مؤتمراً لا يزال كلاماً , ولا نواجه دخول الأموال القطرية الى غزة والتي تحمل نفس صفات مؤتمر البحرين , ربما حاجة الشعب في غزة لهذه الأموال جعلت منها أموال إنسانية , ولكن هذا لا ينفي أن أموال قطر هي أيضاً جزء من صفقة القرن , وهي خطة موازية لمؤتمر البحرين المضلل , وهي تحمل نفس الهدف السياسي .

برأيي أن ساستنا بارعين في قراءة الظاهر من المخططات إعلامياً والتصدي لها إعلامياً أيضاً , وبارعين أيضاً في فهم ما يجري من إنتهاكات على أرض الواقع , ولكنهم فشلو بما هو أهم , وهو التصدي لصفقة القرن الحقيقية والتي تتمثل في الإنقسام  , فاليوم غزة تستسلم للأموال القطرية والتي هي جزء من صفقة القرن بسبب الإنقسام , وحكومة اشتيه لا تمارس عملها بغزة للتعويض عن ما ستقدمة قطر أيضاً بسبب الإنقسام , وكل خراب البيت الفلسطيني بسبب الإنقسام , فيجب أن ندرك تماماً أن صفقة القرن ومؤتمر البحرين خرجو من رحم الإنقسام , وكل ما هو قادم من مؤامرات وخطط تضليل ستخرج أيضاً من رحم الإنقسام .

بقلم/ اشرف صالح