مشعشع: مليون شخص في غزة يعتمدون على توزيع المواد الغائية كل 3 أشهر

قال الناطق الاعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "اونروا"، إن العجز المالي  للوكالة بلغ العام الماضي 446 مليون دولار، وهو تقريبا ثلث ميزانية الوكالة، أما العام الحالي فيقدر العجر بـ 211 مليون دولار، وهو عجز مركب يشمل الخدمات العادية، وخدمات الطوارئ في مناطق عملياتها الخمسة.

وأضاف ان ميزانية الطوارئ لهذا العام تشكل مصدر قلق للاونروا حيث استطاعت الوكالة تحصيل 11% فقط من ميزانية الطوارئ وقيمتها (288 مليون دولار)، لافتا إلى ان المسألة الأخطر هو ان أعداد اللاجئين دون خط الفقر بزدياد.

وتواجه الاونروا، صعوبات مالية، في ظل عجز مالي متراكم، على خلفية قرار الولايات المتحدة  عام 2018 بوقف دعمها والبالغ 365 مليون دولار.

وأشار  مشعشع، إلى ان الولايات المتحدة كانت اكبر متبرع للوكالة، وفي نهاية 2017 اصدرت  تقريرا يشيد باداء الوكالة وجهودها وأنها عنصر استقرار في المنطقة، إلا انها بعد ثلاثة أشهر قالت إنها غير كفؤ وتعزز الاتكالية وغير حيادية وتصرف الاموال بغير وجه حق.

وأضاف ان واشنطن قررت في العام 2018 تخفيض مستوى التبرعات من 365 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، على ان تصرف في فلسطين والاردن، وتستثنى منها لبنان وسوريا، وبداية العام 2019، اعلمت الوكالة بعدم صرف اي اموال لها.

وأوضح ان الوكالة وفي خطوة لسد العجز المالي اطلقت العام الماضي حملة "الكرامة لا تقدر ثمن" استطاعت عبرها تعويض الفاقد الامريكي وجسر الهوة المالية بالكامل، واستطعت جلب تبرعات جديدة من متبرعين  جدد، كما رفعت مستوى التبرعات العربية، حيث وصلت قيمة المبلغ الذي تم جمعه إلى مليار و200 مليون دولار، وهو يغطي الحد الادنى من الخدمات.

وتابع: طرحنا مع بداية العام الجاري نفس المبلغ "مليار و200 مليون دولار"، وهو امر ليس ايجايبا، لأننا نحتاج إلى زيادة سنوية تقدر بـ5%، لكي تتوافق مع الزيادة الطبيعة للاجئين.

وقال مشعشع بان الوكالة عانت منذ سنوات، من عجز مالية أثر على نوعية وكمية الخدمات التي تقدمها الأونروا، ويعد قطاع غزة احد أكثر المناطق صعوبة في تقديم الخدمات، نتيجة الحصار الاسرائيلي منذ 13 عاما.

وأكد انه في العام 2000 كان هناك 80 ألف غزي بحاجة إلى توزيع مساعدات غذائية، أما اليوم فيعتمد مليون شخص اعتمادا كليا على توزيع المواد الغائية، وبحاجة لتوفير الغذاء كل ثلاثة أشهر.

وفي تعليقه على الوضع التعليمي في القطاع، أشار مشعشع  إلى ان العملية التعليمية تواجه صعوبات في غزة، في ظل العمل بنظام الورديتين، واكتظاظ الصفوف، لكن الأونروا تحاول إدارة الأزمة واستمرار خدماتها في مختلف مناطق عملها في داخل فلسطين وخارجها.

وفي معرض حديثه عن ازدحام الصفوف المدرسية بالطلاب حيث يقدر عدد الطلاب في الصف الواحد 39-41 طالبا، قال إن الاطفال يعانون من صعوبات نفسية صعبة للغاية، تتطلب تدخل نفسي اعلى من تدخل من المرشدين الاجتماعين والنفسيين.

وقال مشعشع إن "القرار الأمريكي بوقف دعم الانروا في العام 2018  لم يكن ماليا فقط، بل واكبه ما نسميه خطر وجودي على الوكالة، حيث كادت ان تنهار بالكامل سياسيا، كان هناك هجمة مركزة من الطرف الاسرائيلي، والذي نادى بضرورة اغلاق الوكالة ككل في الشرق الاوسط، وتجفيف موارد الوكالة،  وعندما فشلت هذه المحاولة، تم تحويل الأنظار إلى وجود الأونروا في القدس، لان ملفي اللاجئين  والقدس يتقاطعا مع خدمات الوكالة في القدس، وكان  هناك محاولات لاغلاق عيادة الوكالة داخل اسوار القدس، وتحدي وجودنا في مخيم شعفاط".

وأشار إلى ان سلطات الاحتلال تمارس ضغطا على الوكالة، بمنع موظفيها والتضيق عليهم في الدخول والخروج للقدس، ويقدر عدد اللاجئين في المدينة نحو 110 ألف لاجئ.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -