حُبٌّ تحت شجرةِ صفصافٍ

بقلم: عطاالله شاهين

تجلسُ المرأةُ على مقعدٍ خشبيّ في حديقةٍ صامتة
الشمش توشكُ على الغُروبِ
الأُسر مع أطفالها يعودون إلى منازلِهم
المرأةُ تنظرُ إلى ساعتِها وتقول: لماذا تأخّر؟
لقد وعدَها بأني يأتي..
يمرّ الوقتُ وهي تجلسُ تحت شجرةِ صفصافٍ قديمة
تلحظُ حبيبها يطلّ من بعيدٍ بباقةِ وردٍ
تعاتبه على تأخّرِه بمزاحٍ جمٍّ
أضواء الحديقة تضيءُ تلقائيا
تشكرُه على باقةِ الوردِ
يتهامسان كعادتهما عن الحُبِّ
الصّمت سيّدُ المكان
يعكّر الصّمتُ أحيانا نقيقَ ضفادعٍ في جدولٍ صغير
القمرُ تأخّر طلوعه في تلك الليلة
الحُبُّ يبدأ الثّوران


أغصانُ الصّفصافِ تغطّي وجيهما العاشقيْن
يجلسان لفترة من الزّمنِ ويتهامسان بصخبٍ
تنظرُ إلى ساعتِها وتقول: غدا عندي مقابلة
تريد أن ننامَ مبكرا استعدادا ليومِ غدٍ
يتفهّم حبيبها محنتها
يودّعها بالقربِ من محطّةِ مترو
يقول: ما أجمل الحُبُّ تحت شحرةِ صفصافٍ
تبتسم له وتقول: الحُبِّ في العتمةِ أجمل
ترحلُ ويودّعها
يسيرُ على الرّصيفِ، ويقول أجملَ حُبّ هو ذاك الغير مرئي
لعيونٍ حاسدة...

عطا الله شاهين