فراقُ عاشقيْن لسببٍ تافهٍ

بقلم: عطاالله شاهين

لا يمكنُ تصوّر فراقَ عاشقيْن متيّميْن ببعضهما منذ صغرِهما، وظلّ الحُبُّ يمدّهما بعطفٍ مجنونِ طوال سنواتِ عمرهما، لكنَّ سبباً تافه دبّ الفراق بينهما، فذات يومٍ أتتْ المرأة المتيّمة صوب عاشقِها، وعاتبته بأدبٍ على تهنئته بعيدِ ميلاد زميلته في العملِ، واعتقدتْ بأنّ شيئا ما بينهما، لكنه أقسمَ لها بأنها مجرد زميلة يحترمها، وقام بتهنئتها بمعية الزملاء، لكنها لم تصدّق كلامه، وتركته، ورحلت، وأغلقت الموبايل لئلا ترد عليه وبعد أيام اشترت موبايلا آخر وشريحة اتصال جديدة، واسمرّ الفراق بينهما لسنواتٍ، وذات يوم التقته صدفة، فحيته، فردّ عليها التحية، وسألها عن أحوالها، فقالت له: كل شيء تمام، وأنتَ ماذا تفعل؟ فردّ عليها: من يوم فراقنا وأنا أسأل ذاتي هل استوجب فراقنا لسبب تافهٍ جعلكِ تغارين، واعتقدتِ بأنه بيننا شيء، لكنها ظلت صامتةً للحظاتٍ، وقالت: لا أدري، فأنتَ في السنوات السابقة لم تهنئها البتة، فردّ عليها: لأنني كنتُ أعلم بأنني لو هنئتها لكنتِ قد هجرتيني منذ زمنٍ، فابتسمت له، وقالت: كلا، ما في دخان بلا نار، فردّ عليها محتدا: أتسمعين كلام الزملاء، الذين يريدون موتَ حبِّنا من غيرتهم المجنونة من حبنا، فجميع الناس كانوا يتساءلون عن سرّ صمود حبنا لعقودٍ، فصمتتْ، وقالت له: ما أجمل أيام عمرنا، أتعتقد بأننا بإمكاننا استئنافِ العلاقة، فردّ عليها: ولما لا يا صاحبة الابتسامة الجذابة، فلا يمكن أن يهزمنا فراق، والمصيبة أنّ السّببَ كان تافهاً..

عطا الله شاهين