ليلةٌ استثنائية مباركة للثلج

بقلم: عطاالله شاهين

أزيزُ رصاصٍ
يُفنى في امبراطورياتٍ من ترابٍ
صوتُ مفاتيح باب المولتي لوك في كوخٍ خشبي متهالك يحرسه الجبل
إنه الثلج
يخلّيني أذكر كل شيء غفلته صدفة
لأسهى عما أرغب..
هذا ما يصنعه الثلج
لا تبخلي في هطلِه يا سحب، بل اهْطليه
بكثرة وأحيكيه هودجاً
غزيرة المسافات تغني
لإسكانِ كل نزلائي
كل مشوّه ، كل انتصار أو إنهزام
كل مكر ما زالت مديته تصدأ في صدري
لا شيء يحبّبني بالمغادرة من هنا
إلى أي حيّز لا أُحبّه، لا أحد أتوجّه إليه، فكلّهم رحلوا عني..
لا أحد يجيء إليّ، لذا آثر الليلة أن أحتسي ما توفّر بمفردي
وأنظر بهدوء إلى روعة النُّدف
تكفيني هذه اللوحة
التي يشاهدها النّاس بكل جمَالِها
كعين عطشة
يكفيني
هدوءاً تائها تشيله إليّ العاصفة
يغنيني دويّ رعدٍ قدْ صدحَ لي
أي حشدٍ قد يستعدّ للوقوف قبالتي هذه الليلة تحت السماء البيضاء..
وراء هذا الحاجب العجيب والساحر يحيكه الثّلج بهدوء مجنون..
اللوحة كما أراها تنطق بليلة استثنائية مباركة للثلج...

عطا الله شاهين