“صفقة القرن من المهد إلى اللحد“

بقلم: فايز أبو غبن

في ظل تغول أمريكي وانبطاح عربي ورفض فلسطيني رسمي وشعبي, يأتي علينا مؤتمر المنامة الاقتصادي ليقدم لنا خلطة " فنكوش" أمريكية وهمية لن يكتب لها النجاح في مهدها, كونها تتجاهل كامل الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني, هذه الخطة التي تسمى بــ" صفقة القرن الأمريكية " والتي يحضر لها ساسة أمريكيون أبرزهم جيسون غرينبلات وهو ابن لاجئ مجري من أصل يهودي وصهر ترامب كوشنير وسفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال ديفيد فريدمان وهم عديمي الخبرة والمعرفة في ملفات الشرق الأوسط وأبرزها القضية الفلسطينية, ما يقدمانه ليست تسوية سياسية بقدر ماهي فرض لحل اجباري على الشعب الفلسطيني من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاحتلال الاسرائيلي واختصار القضية الفلسطينية بجوانب انسانية واقتصادية. حيث تأتي هذه الخطة الأمريكية في ظل انحياز كامل وواضح للاحتلال الاسرائيلي لفرض سياسة الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني الذي بقى لأكثر من نصف قرن من الزمان وهو يناضل ويقارع الاحتلال الاسرائيلي من أجل استعادة حقوقه وحريته والتي قدم من خلال مسيرته الطويلة الألاف من الشهداء والجرحى والاسرى .
ما نراه اليوم أن الفجوة ما بين الموقف الفلسطيني والموقف الأمريكي الإسرائيلي " كبيرة " حيال خطة ما تسمى " صفقة القرن ", والتي لا تتوافق مع الحد الأدنى من المطالب والحقوق الفلسطينية، وتمس بشكل خطير بالثوابت الفلسطينية.
فالإجراءات الاسرائيلية الحالية على الأرض تهدف إلى نسف وتصفية كافة الثوابت الفلسطينية وفرض مزيداً من سياسة الأمر الواقع من خلال حديثه الدائم عن الترتيبات الأمنية الاُحادية الجانب وفرض السيطرة على الضفة الغربية والحدود وضم القدس المحتلة، والعمل على انهاء وجود الأونروا حيث يتعارض ذلك مع ما قبله الفلسطينيون من حد أدنى لحقوقهم تمثل بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وحق تقرير المصير وعودة اللاجئين والقدس الشرقية عاصمة للدولة المستقبلية، وهذا لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به".
نعلم جيداً أن القيادة الفلسطينية تتعرض للكثير من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية وبعض الضغوط من بعض الدول العربية من أجل القبول بالصفقة والتنازل عن المواقف والحقوق الثابتة والتي رفض الفلسطينيون المس بها طوال فترة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والتي استمرت على مدار أكثر من عشرين عام مضت.
وعلى القيادة الفلسطينية أن تستمر في تبني حماية حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ عليها وخلط أوراقها مع حلفائها وأصدقائها والعمل الفوري على الانضمام للمؤسسات والمنظمات الدولية من أجل تدويل الحقوق الوطنية الفلسطينية لكي يتم العمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وفرض العقوبات الدولية على دولة الاحتلال.
وأخيراً حجم الفجوة بين الطرفين كبيرة ولا يمكن القبول فلسطينياً بحلول منقوصة وخطة ما تسمى صفقة القرن المتواطئة مع الاحتلال لن يكتب لها النجاح .

فايز أبو غبن
مستشار إعلامي وباحث في الشؤون العربية
[email protected]