العمل الخيري مقصدٌ عامٌّ من مقاصد الشـريعة الإسلامية، والمسلمون على مرِّ العصور أدركوا هذا المـعنى الواسـع لمفهـوم الخيـر، والعمــل الخيـري يسهـم في عمارة الأرض، والتـي تُعد من المقاصد العامة للديانات السمـاوية،وهو ركن أصيـل في بنـاء المجتمـع وتقدمـه، فعـمل الخيــر يتسـع معنـاه ليشمـل مختـلف مجـالات الحيـاة، ومناط العمل الخيـري هو الإنسـان؛ حيث إن الإنسـان في التصـور الإسلامـي مقـدم على البنيـان، والسـاجد قبل المســاجد
ليس كل من يدخل السجن يعتبر مجرماً ، فسكان قطاع غزة يعيشون ظروف معيشية كارثية للغاية وارتفاع نسبة البطالة والفقر وفقدت الكثير من الأسر مصدر رزقها مما اوقعها في أزمات مالية واضطروا إلى الديون لتوفير المأكل والمشرب والحاجات الأساسية ".
انطلقت بداية شهر رمضان الفضيل حملة فك كرب الغارمين للإفراج عن عدد كبير من الموقوفين على قضايا ذمم مالية بالتنسيق مع الجهات المختصة حيث تم اطلاق سراحهم بعد تسديد الديون المستحقة عليهم
فانطلاقاً من الواجب الديني والوطني والأخلاقي تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط الصامد وفي ظل هذا الحصار الجائر الظالم قام الدكتور والكاتب فهمي شراب بتبني هذه المبادرة الطيبة والعظيمة لتكون داعمًا ومكملًا لنموذج حراك طبقات المجتمع الفلسطيني الذى يشعر ويساند بعضه البعض.
أن هذه الحملة تعزز التكافل الاجتماعي بالمجتمع الغزي خلال شهر رمضان الكريم، حيث أن الحملة لا تصب في مصلحة الغارمين وحدهم، وإنما أسرهم التي تعاني من مشكلات اجتماعية بالجملة لحرمانهم من ذويهم المتواجدين في السجون لقضاء العقوبة، الذين وُجدوا في ظروف اقتصادية استثنائية صعبة في قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد من الزمن .
فالحملة التي برز شعاها هذا العام من دكتور يعرف مدى العطاء تركت أثراً انسانياً واجتماعياً، انعكس على شريحة كبيرة من الغارمين والذين تم سداد ديونهم وتفريج كربهم وادخال الفرحة على اسرهم مع تباشير عيد الفطر المبارك الذي نسال الله جل وعلا أن يبارك لهم ويكتب لهم الخير
حيث هدفت هذه الحملة إلى تقديم دعم مجتمعي ذي صبغة إنسانية لمن تعثروا في سداد ديونهم، حيث أن المجتمع الغزي قادر على حل المشكلات الفردية للغارمين الذين يمثلون وذويهم المتأثرين من هذه المشكلة قطاعا من المجتمع بصرف النظر عن حجمه.
إن مبادرة فك الغارمين ستعالج مشكلات اجتماعية كثيرة لأسر الغارمين، وستدعم ترابط وتلاحم الأسرة الغزية والذي يوفر دعما إضافيا من جانب المجتمع لهذه الحملة؛ لأن من (فرج عن مؤمن قربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا) .
هذه المبادرة التي لا تفيها الكلمات والسطور حقها لما لها من بعد انساني ومعنوي ، حيث تعجز العبارات عن التعبير عن عظيم الود والتقدير للدكتور فهمي شراب الذي أصبح أحد مشاعل الخير والقدوة صاحب المبادرات الإنسانية.
فالكلمات والعبارات لن توفيه شيئاً من حقه ولا بجزء بسيط عن ما قدمه من مواقفه مشرفه في خدمة الوطن والسعي دائماً لمبادرات الخير والعطاء فهذا الامر ليس بغريب عليه وهو الذي ضرب اروع الامثلة بالانحياز للوطن، فوقفاته عندما تشتد وتدله الخطوب في الوطن، لن ينساها الفلسطينيون .
دام الله عزك ودام عطاؤك فكنت ولازلت كالنخلة الشامخة تعطي بلا حدود فجزاك عنا أفضل ما جزى العاملين المخلصين .. وبارك الله لك وأسعدك أينما حطت بك الرحال.
بقلم/ عز أبو شنب