صفقة القرن ومؤتمر البحرين

بقلم: د.محمد المدهون

جرينبلات وكوشنير يسابقان الزمن لإعلان صفقة القرن أو (صفقة العار) كما أسماها محمود عباس، كان المانع من إعلانها ترقبًا لتتويج نتنياهو في الانتخابات بتشكيله الحكومة اليمينية والتي يقف ترامب على يمينها.

تعطلت قاطرة تشكيل الحكومة بسيادة العقلية اليهودية "تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى"، وبات المشهد أقرب إلى إعادة الانتخابات وتمديد مسار الانتظار حتى أكتوبر.

وجد كوشنير وجرينبلات ضالتهم في الحلقة الأضعف (البحرين) ليمارسوا عليها الابتزاز بعقد ورشة مقدمة الصفقة عبر السلام الاقتصادي على قاعدة (أطعم الفم تستحي العين)، وما علموا أن شعب فلسطين ما التفت يومًا إلى هذه الخزعبلات، فقد منوه بسنغافورة الشرق الأوسط في غزة، وها هم يصبون جم حقدهم وحصارهم على غزة.

يبدوا المشهد الفلسطيني على انقسامه إجماعًا على رفض الصفعة والتحذير من المدخل الاقتصادي، ودعوة الفصائل الدول المشاركة للإنسحاب، ودعوة البحرين للإلغاء، وشعبيًا تنعقد مؤتمرات اللاجئين في كافة المخيمات في مواجهة الصفعة، وينعقد مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني السادس في غزة بوحدة فلسطينية تحت عنوان (#صفقة_ترامب وسبل المواجهة).

صفقة التصفية تبدوا في بواكيرها مدحورة، فلا الصف الإسرائيلي المشظى يساعد على تمريرها، ولا الموقف الرسمي من محمود عباس على ضعف حاله يساعد في هضمها، فضلاً عن التخوف الأردني المتزايد والقلق المصري المتردد خاصة بعد تجربة "تيران وصنافير".

وقد يساهم في إجهاضها مبكرًا العجلة الأمريكية التي ترغب في استباق انتخابات البرلمان الأوروبي حتى يتوفر لها انشغال أوروبي عما يحيكه كوشنير وجرينبلات.

والثنائي السمسار يتنازل بالقطعة عن بعض أفكاره في الصفعة، فلم يعد يتحدث عن فصل غزة واحتواء مشهدها المُحاصر، وإنما يسعى إلى عودة السلطة إلى غزة دون مسمى دولة، ومن هنا بدأت نغمة المصالحة تتردد بدرجة أعلى، وقد نسمع قريبًا دعوة مصرية للأطراف للعودة للاجتماع لإتمام طبخة الحصى.

" وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف: 21)

بقلم/ د. محمد إبراهيم المدهون