“الجلخ“ و“الجليخة“

بقلم: علي بدوان

تَغُصَّ بهم الساحة الفلسطينية، تاريخياً، في الداخل والشتات، لكن يتراجعون أحياناً، وتزداد أعدادهم في أحايين أخرى.

"الجلخ" و "الجليخة" يعطوك من طرف اللسان حلاوة، ولسان حالهم يقول "لكل مقامٍ مقال".  تراهم في جلساتهم اليومية، مساندين جداً، ومنتمين لفصائل التحالف، ولسياسات ومواقف فصائل التحالف. فيما يَغُصُّ مديحهم لفصائل المنظمة، وحزبها الأكبر، في الجلسات مع رموزها. فأمام فصائل التحالف "كل الإدانة لمحمود عباس"، وأمام حركة فتح "ليست قوى التحالف سوى حالات حنكشية".

"الجليخ" يمارس مواقف واعية، للإستفادة الأنانية من الظروف مع الاهتمام الضئيل بالمبادئ أو العواقب، فهو يلتقط، ويفهم، من زفة العريس والإسكي الى زجاجة الويسكي، وسائلها الحيوي، الذي يجعله منه يتمدمد في "الجلخ"، ويُحلّق في الآفاق، وفي "الفانتازيا" الفوضوية، في رؤية غير مألوفة، بل وانتهازية للواقع وأزماته، بابداع وتوقيع "المصلحجي".

  أحدهم، وفي سياقات "الجلخ" المدفوع الثمن، وفي مسار علاقات تشابكات المصالح، كتب مقالة مطولة، ومنشورة، تحدث فيها ناقلاً ما نشره تقرير، قيل عنه إنه صادر عن "معهد فرل الألماني"، والذي يتحدث عن ألوف مؤلفة آتت من فلسطين من القطاع والضفة وحتى مناطق العام 1948 الى سوريا مع المجموعات التكفيرية في مسارات الأزمة، ليتبين أن هذا المعهد ونقصد "معهد فرل الألماني" ليس سوى معهد وهمي، وأن تقاريره يتم تسريبها بعلم وترتيب جهات استخبارية مسؤولة في دولة الإحتلال. فكانت مقالة "الجليخ" اياه اساءة للشعب الفلسطيني، ونفخ في ابواق التحريض التي لم تتوقف في الإساءة لفلسطينيي سوريا، وعموم الشعب العربي الفلسطيني.

زمن "الجليخ" و "الجليخة"، يزدهر كالطحالب على جنبات بحيرات الماء الراكدة، لكنه زمن يذهب ويذوي، ولابد أن ينتهي بفعل تحوّلات الأشياء وفق قوانية الطبيعة. وهي تحولات لاتصيب المادة الجامدة فقط، بل تصيب المادة الحية، والكائنات كلها، وعلى رأسها الكائن البشري.

الحليف الحقيقي، حليف حقيقي ... ولايحتاج من نتحالف معه أن "نجلخ" له، بل يحتاج لموقفٍ صادق، يقفز فوق الحسابات الآنية، حتى لو تكاثر أصحاب هذه المصالح في هذا الزمن القحط، القحط المؤقت بكل الحالات، حتى لوطال زمنه قليلاً.

بقلم/ علي بدوان