كما يبدو بأن خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ صفقة القرن تخلو من بند يدعو إلى حلّ الدولتين، وإذا عدنا إلى الوراء قليلا نرى بأن الصفقة تضمّنت بندا منذ البداية حول اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن رغم كل ما تسرّب عن صفقة القرن من معلومات، إلا أن الأخطر فيها هو قَطع موازنة منظمة غوث اللاجئين "الأونروا"، عن اللاجئين الفلسطينيين، ومن هنا تبيت قضية اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما بعد منح المساعدات إلى نلك الدول، التي تستضيف اللاجئين بشكل منفرد ما يعني بعبارة أخرى لا تريد أن تبقى قضية اللاجئين أساسا لعودتهم إلى فلسطين المحتلة.
فالمتتبع لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما حينما منح القدس لإسرائيل لم نر أية انتفاضات عارمة خرجت لتدافع عن قوانين دولية تشير إلى أن القدس مدينة ما زالت تحت الاحتلال، ولم يقف الرئيس ترامب عند هذا الحدِّ، بل ذهب أبعد من ذلك، حينما وقّع عقد تمليك الجولان لإسرائيل من دون أن نرى أية احتجاجات أو من دون أن يعيد ترامب في قراره الغير عادل.
لا شك بأن صفقة القرن، وما تسرب عنها تشير على الأغلب إلى أن لا سيادة فلسطينية سياسية في الضفة الغربية، لكن كما يرّوج في وسائل الإعلام عن خطة السلام بأنها ستضمن إدارة ذاتية اقتصادية واجتماعية تكون على ما يبدو تحت سقف سياسة الاحتلال.
لكن تبقى أمام صفقة القرن مشكلة اللاجئين، فما هو الحلّ؟ هل سيمنحون بخطتهم أي بصفقتهم المزعومة الهجرة إلى دول أوروبا، لكن اللاجئين سيرفضون هكذا حلول، ومن هنا فإن صفقة القرن ليست هي الحل للقضية الفلسطينية، واحتمال فشلها يظل أقوى، لا سيما بعد تجاهلها للحقوق الفلسطينية.
لا شك فإن المتتبع لأخبار صفقة القرن، أو ما يتسرب عنها من معلومات تتجه باتجاه آخر، أي يريدون من هكذا صفقة تصفية القضية الفلسطينية، لكن بما أن الفلسطينيين أجمعوا على كلمة واحدة، وهي لا لصفقة القرن، فمن هنا يثبت الفلسطينيون عندما يرون بأن الخطر يداهمهم يقولون بصوت عال لا لصفقة تريد إنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها بلا أية حقوق يسعى إليها الفلسطينيون لاستردادها من المحتلين لأرضهم، ومن هنا فإن صفقة القرن ينتظرها الفشل في ظل الإجماع الفلسطيني على رفضها..
بقلم/ عطا الله شاهين