تطبيع اشرف العجرمي لا يختلف عن تطبيع اشرف الجعبري

بقلم: راسم عبيدات

لا احد يعتقد بانه على رأسه ريشة او أن له الحق بان يقوم بأعمال وانشطة وفعاليات ولقاءات تطبيعية لوجوده في مستوى أو موقع رسمي بذريعة ان ذلك من اجل خدمة قضية شعبنا الفلسطيني ومشروعنا الوطني وحقوقنا المغتصبة،ونحن نمتلك الدراية الكافية نستطيع من خلالها ان نميز بين ما هي أنشطة ميدانية قد تجمع نشطاء إسرائيلين واخرين فلسطينيين يأتون لكي يحتجوا على هدم بيت او مصادرة قطعة أرض من قبل الإحتلال،وما بين لقاءات تعقد لها بُعد وطابع تطبيعي،والقيام بها وتنفيذها من قبل قيادات ومستويات رسمية يشكل مدخلاً لمن يتحين الفرصة لممارسة التطبيع سواء كاوا أفراد ومؤسسات تطبع مع أفراد ومؤسسات إسرائيلية،أو أفراد ومجموعات تتوق لعقد لقاءات تطبيعية مع المستويات السياسية والأمنية والإقتصادية الإسرائيلية وغيرها،ولكن لم تكن تجرؤ على القيام بتلك الأنشطة والفعاليات واللقاءات التطبيعية علناً،لولا أن البعض في المستويات الرسمية ممن يمارسون التطبيع،وفروا لهم المبرر والحجة لنقل أنشطتهم التطبيعية من السر الى العلن ،حيث يغلفون تلك اللقاءات التطبيعية بالقول أنها تأتي في سياق طرح وجهة نظرنا من السلام ومحاولة من أجل اختراق الساحة والجبهة الإسرائيلية للتأثير عليها لجهة الإعتراف بحقوقنا الفلسطينية،وهذا يندرج ضمن ما يسمونه بالإشتباك السياسي،كما حصل في حضور مؤتمر هرتسليا من قبل البعض الفلسطيني في المنظمة وحركة فتح الذي يعقد سنوياً وتحضره النخب الإسرائيلية في مختلف التخصصات،لرسم الإستراتيجيات ومعرفة الأخطار المحدقة بدولة الاحتلال لعشرات سنوات قادمة،حيث البعض اعتبر تلك المشاركات بانها إشتباك سياسي،وأنا أقول بانها غباء واستهبال سياسي بإمتياز.
الإفطار الرمضاني الذي أقيم في مدينة يافا بمبادرة من ما يسمى بمجلس السلام الإسرائيلي وحضرته عدة شخصيات فلسطينية من بينها وزيرين سابقين ورئيسي بلديتين سابق وحالي وكيل منتوجات شركة " تنوفا" في الضفة الغربية،وصحفي مخضرم في التطبيع،لا يمكن وصفه سوى أنه نشاط ولقاء تطبيعي،وهو من وجه نظري أخطر من الإفطار الرمضاني الذي أقامه أشرف الجعبري المطرود من عائلة الجعبري ومعه عدد آخر ممن هم على شاكلته من الفلسطينيين،فالجعبري معروف بعلاقته التطبيعية ولا يمكن أن يشكل حجة أو نموذجاً يقتدى به في تطبيع العلاقات مع المحتل ،ولكن من يريد ان يخرج علاقاته التطبيعية للعلن،فهوي يستطيع ان يختبىء خلف العلاقات التطبيعية لهيئات وقيادات ورموز سياسية ومجتمعية .
للمرة المليون أقول بان ما يسمى بلجنة التواصل والحوار مع المجتمع الإسرائيلي،هي لجنة للتطبيع بإمتياز مع عدو يحتل أرضنا ويريد أن يقصي شعبنا ولا يعترف بوجودنا...وهي المشرعة لعلانية التطبيع العربي مع دولة الإحتلال ...فكل المؤسسات والأفراد الذين يمارسون التطبيع يستطيعون الإختباء خلف شعار بأن لقاءتهم التطبيعية تحمل رسالة فلسطينية وبانهم يريدون التاثير على المجتمع الإسرائيلي من اجل السلام ومن أجل مصلحة الشعب الفلسطيني......ولا يوجد تطبيع يحمل رسالة وطنية وتطبيع لا يحمل رسالة وطنية،كله تطبيع غير مبرر...ورد لجنة ما يسمى بالحوار مع المجتمع الإسرائيلي،هو لخلط الأوراق وذر الرماد في العيون، والذي شاهد قبل فترة قصيرة الفيديو او لقاء العجرمي والصهيوني ايدي كوهين،وهو يقول للعجرمي "نحن من يحمي مؤخراتكم في رام الله،نحن من نحمي عروشكم وكروشكم" ورد الاخر بأن التنسيق الأمني تستفيد منه اسرائيل اكثر من السلطة حسب تعبيره،يدرك ما معنى ذلك بوضوح .....ولذلك عندما عقد اشرف الجعبري وعدد آخر معه افطار رمضاني مع عدد من مستوطني كريات اربع يستطيع الإدعاء بنفس إدعاءات العجرمي ولجنة التواصل ....ومن بعد 71 وسبعين عاماً على نكبة شعبنا الفلسطيني لم يتبق في المجتمع الإسرائيلي ما يسمى باليسار الصهيوني،فحتى ميرتس وحزب العمل المؤسس لدولة الإحتلال وزارع مستوطناتها في قلب الضفة الغربية والقدس،لم يحصلا سوى على عشرة مقاعد،جزء منها من أصوات العرب ...لجنة التواصل هذه،هي مؤسسة نفعية وربحية لمجموعة أفراد تهدر المال الفلسطيني،وهي لم تقدم أي خدمة للشعب الفلسطيني،بل أصبحت تلعب دوراً في تخريب وعي شعبنا في الداخل الفلسطيني – 48 -،وعلى المنظمة وقف هذه الحالة من الإنحدار،فلا يجوز في ظل ما يجري من قمع وتنكيل بشعبنا الفلسطيني واستباحة لقدسه ومقدساته أن يواصل البعض التطبيع تحت شعارات زائفة ومضللة حمل ونقل رسالة،وشرح عدالة قضيتنا للإسرائيليين،فهذه اللقاءات التطبيعية شكلت مدخلاً للكثيرين فلسطينياً وعربياً كي يشرعنوا علاقاتهم التطبيعية مع مؤسسات اسرائيلية بشراكات اوروبية،لمصالح ومنافع خاصة ...نحن دوماً نطالب العربان بالإلتزام بمبادرتهم للسلام "الأرض مقابل السلام" وبان التطبيع ياتي بعد إلزام اسرائيل بالإنسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس مع ضمان حق العودة لشعبنا الفلسطيني وفق القرار الأممي (194)...وما نطالب به العرب يجب ان نلتزم به نحن اولاً كفلسطينيين،ولذلك اطالب منظمة التحرير بحل هذه اللجنة ووقف كل انشطتها التي أصبحت المدخل والمظلة والعنوان لكل من يريد ان يعمل "بزنس" أو منفعة اقتصادية ومالية ،او يحقق له موقع اقتصادي وسياسي واجتماعي لكي يبرر أنشطته التطبيعية مع مؤسسات وشركات وقيادات اسرائيلية ومؤسسات اعلامية وسياسية وثقافية ودينية ورياضية وغيره.
التطبيع هو التطبيع وهو يعني،"إقامة علاقات سياسية،اقتصادية،ثقافية،واجتماعية،فنية،أكاديمية طبيعية بين الدول العربية وشعبنا الفلسطيني مع "إسرائيل" قبل تحقيق السلام الشامل والعادل،وبالتالي فإن التطبيع مع إسرائيل يعني قيام علاقات طبيعية في واقع وشروط غير طبيعية.ومن هذا المنطلق من المعيب والمخجل ان نكون نحن كفلسطينيين رأس الحربة في التطبيع مع المحتل الصهيوني مستخدمين حجج وذرائع ومبررات واهية،لا يمكن أن تقنع طفل فلسطيني صغير،ومن شاهد رعاع المستوطنين وهم يستبيحون القدس والأقصى في الذكرى الثانية والخمسون لإحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس فيما يعرف بيوم "توحيد" القدس،يدرك بأن المجتمع الإسرائيلي قيادة وشعباً غارق في العنصرية والتطرف ولا يعترف لا بحقوقنا ولا حتى بوجودنا كشعب فلسطيني.
توقفوا عن صوغ المبررات والذرائع وعن التضليل والخداع بحق شعبنا،فكل لقاءاتكم وحواراتكم،لم تمنع جرافات وبلدوزرات الإحتلال من هدم بيت فلسطيني في القدس او حتى في الضفة الغربية.

بقلم :- راسم عبيدات
فلسطين – القدس المحتلة
3/6/2019
[email protected]