امرأة كامواج البحر

بقلم: كرم الشبطي

امرأة كامواج البحر
في هدوء الصباح فرح
تلامس وتحتضن الشمس
تغضب بحرقة وتصرخ
تعود كما كان المساء
عبر طلة القمر ترقص
تعزف تغني تهمس للحب
باغت الحزن فجاة وصمت
سألت عن هذا السبب
تعجبت من كل هذا الألم
آه من غيمة لا تحسب ابدا
ليس لها موعد ولا وقت
لكنها الحياة وتحتاج صبر
قوة التحدي ان نكون نصر
نهزم واقعنا ونقول انتظر
لا مفر من غضب يسكن الروح
نضمد جراحه ونرسم المشهد
ظلام ليل يضج من العشق
ذكريات تحن وامل يصنع
بكل جيل يتقدم ويكبر
يسالنا عن حالنا والوطن
نبكي موحدين رغم جدراننا
نلتقي بكل كلمة وتواضع
نتحاور فيما بيننا ونفكر
بصوت عالي نحلق ونصول
نجول في كل بيت وشارع
من قرية لمدينة نكتب
جنوب العز وفخر الشمال
الجليل الوسط الخاصرة
وديان وجبال وحجارة
اشتاق لتلك الارض
بها الاسرار من الفخر
تاريخ ومجد رغم المحتل
يعتقد انه الباقي للعمر
قلت لهم اسال كل من سبق
كم عاش هنا وعن بلادنا رحل
لكننا نحن الابقي بكل وجدان
لا غفران ولا نسيان ولا خذلان
سوف نكون يوما ما للاحرار
كلمة من باطن الاعماق تكرر
كل ما ينقصنا عقل وامر يتدبر
لا ترهقونا وتحزنوننا اكثر
كفانا ما عشناه من تاريخنا
ألم يأتي الوقت لنتوحد من اجلها
صغيرة القلب وكبيرة الرحم
منها كانت الامة بكل رسالة
ليتكم تفهمونها لمرة واحدة
ماذا تريد منكم يا سادة
هل أثقلت عليكم في سجنها
دافعتم عنها وقت ما سلبوها
يبكيني جدا قول الحقيقة
تركتوها وحدها تغتصب امامنا
قتلوا كل شيء فينا
ورثنا الحكاية
وفي كل بيت مليون رواية
تتحدث انا فلسطين الاسيرة
ناجيت عروبتي وانهزمت
ناشدت اخواني وكتمت
جراحي بكم لا تغتفر
هل ستسمعوني يوما
ستدركون انكم عار
لان شرفكم هنا طار
تبخر عبر اعترافكم
بكيان مغتصب وقاتل
للمرأة والشيخ والطفل
نحن من ولادة القهر
كبرنا وترعرعنا مثل شجرة
جذورها ثابتة ولن تتغير
تعانق السماء وتشتكي
ليس لاننا صغار ووحدنا
بل لاننا اكبر منكم جميعا
حافظنا وحاربنا كل قوة الكون
لن تنسينا وطنا ولا مفر من هنا
ما تظنوه خيباتكم القبيحة بحقنا
جاهل من لا يعرف ولا يعلم فلسطيننا
وقت ما يفتح الحساب سيكون الشروق
بقلم كرم الشبطي