ذكرى استشهاد الشهيد المقدم/ جميل إبراهيم الزيناتي (1952م 2007م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم "
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الفتح والذي ارتقى شهيداً مخضباً بدمائه الطاهرة في احداث الانقسام البغيض وذلك يوم الثلاثاء الساعة السابعة إلا عشر دقائق الموافق 12/6/2007م عن عمر يناهز ألـ 57 عاماً أنه الشهيد البطل/ جميل الزيناتي,
ولد الشهيد المقدم/ جميل الزيناتي المكنى "أبو فايز" في مخيم جباليا "بلوك5"مقر سكناه ومسقط رأسه في شهر2/1952م, فهو متزوج وأب وله من الأبناء أربع أولاد وثلاثة بنات وتتكون عائلته الفاضلة من الأم والأب والذين هم على قيد الحياة وله من الإخوة خمسة بما فيهم الشهيد جميل وأربع أخوات ويأتي الشهيد في الترتيب الرابع سناً من بين إخوته وأخواته..
نشأ وترعرع الشهيد الزيناتي في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور ‏عائلته إلى بلدة المجدل المحتلة والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح إلى قطاع غزة واستقر بهم المطاف في مخيم جباليا "بلوك5",وقد تلقَّى تعليمهُ في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
محطات مضيئة في حياة الشهيد: جميل الزيناتي / أبو فايز
اعتقل عام 1978م لمدة عامين في سجن غزة المركزي بتهمة إلقاء قنبلة يدوية على دوريات لقوات الاحتلال الصهيوني "وحكم عامين".
اعتقل عام 1986م عشر سنوات في سجن المجدل بتهمة طعن جندي إسرائيلي في القدس "وحكم عشر سنوات"وتم الإفراج عنه عام 1995م.
التحق الشهيد بالسلطة الوطنية 1996م وعمل في جهاز الأمن الوطني برتبة رائد وتم ترقيته برتبة شرف إلى مقدم بعد استشهاده.
كان الشهيد أبو فايز يعاني من أمراض عديدة أثر فترة اعتقاله الطويلة في السجون الإسرائيلية حيث كان يعيش بكلية واحده.
عمل في موقع العباس في مدينة غزة وانتقل بعد فترة طويلة للعمل في مجمع السرايا, وانتقل إلى الإدارة المدنية حتى يوم تاريخ استشهاده.
عمل في العديد من المواقع المتقدمة في مناطق بيت لاهيا وضواحيها..
كيفية استشهاد الشهيد / جميل الزيناتي
في حديثي مع ابن الشهيد الشاب فرج الزيناتي موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة اغتيال والده والتي تم تنفيذها على أيدي مجموعات مسلحة وقعت احداثها المؤسفة داخل مقر الادارة المدنية في مخيم جباليا, رغم كل محاولات أفراد أسرته من منعه من الخروج من منزله إلى الإدارة المدنية لخطورة الوضع الأمني المفروض بقوة السلاح, إلا انه أصر وصمم على الذهاب للمتابعة شؤون أفراد جهاز الأمن الوطني, علماً لم يكن لديه دوام أثناء تعرض زملائه إلى هجوم من قبل مسلحين وقد تخطى جميع حواجز المسلحين حتى وصل الإدارة المدنية وتم متابعة أخباره من خلال الجوال من الساعة الواحدة ظهراً ساعة الهجوم على الإدارة المدنية وبقوا مسيطرين على الوضع في التصدي للمجموعات المسلحة من دخولهم للإدارة المدنية وكانت أخر محادثة له مع ابنه فرج أصغر ابنائه الساعة السادسة والنصف مساء,
حيث كانت نفسيته تعبانة لأن المسلحين قد احتلوا جبل الكاشف وذلك بسبب خيانة بعض أفراد الجهاز الذين كانوا يعملوا لصالح المجموعات المسلحة وتم محاصرة أفراد جهاز الأمن الوطني,وفي اتصال هاتفي أخبر ابنه فرج لقد سقطت الإدارة المدنية منهم في أيدي المجموعات المسلحة الساعة السابعة إلا عشر دقائق وقد جاء اتصال على ابنه فرج من قبل شرطة العودة التابعة لمركز شرطة جباليا, افادوا بوصول جثمان الشهيد جميل على أثر إطلاق نار في قدميه الاثنين مما قد أدى إلى تهتك وقطع في الأوردة وبقي ينزف دم حتى ارتقى شهيداً,
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد الزيناتي يوم الثلاثاء الموافق 12/6/2007م توجهت عائلة الشهيد والأصدقاء والجيران إلى مستشفى العودة وجرى نقله إلى مستشفى كمال عدوان وتم إحضار جثمانه ثاني يوم إلى منزله, حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمحبين,وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد الألباني في مخيم جباليا يوم الأربعاء الموافق13/6/2007م وشارك في تشييع جنازة الشهيد عدد قليل من أفراد أسرته والجيران وسار موكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ‏ووري الثرى في مقبرة بيت لاهيا,
وأقيم للشهيد الزيناتي بيت العزاء يوم الأربعاء في 13/6/2007م وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير واعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ جميل الزيناتي
والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار.
اللهم ارحم الشهيد جميل الزيناتي واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...


بقلم : سامي إبراهيم فودة