يننظرُ امرأةً مُنذ دهرٍ في نهايةِ الكوْنِ، ويتراءى له بأنّه متواجدٌ في حافة الكون.. يطوفُ هناك في عتمة صامتةٍ، وبرد قارص يلفح جسده.. يظل يرى ذاته محوّطا بعتمة مخيفة، ويقول في ذاته: إلى متى سأظلّ هنا أنتظر امرأةً.. إنّه انتظارٌ مجنون على حافّة كوْنٍ مخيفٍ بأبعادِه السّداسية لا شيء هنا سوى عتمة ونجوم بعيدة تلمع في كوْنٍ صامتٍ..
منذ دهر ينتظرها، لكنّها لم تأتِ بعد.. يجلسُ على أرضٍ جليديةٍ، ويتساءل هل ضلّتْ في هذا الكوْن بأبعادِه السّداسية؟ ربّما، ولعلّها ستصلُ في النهاية، وستجدني متجمّدا وستعلمُ بأنني كنتُ أنتظرها هنا في مكانٍ لا فرارُ منه، ها أنا أتقوقعُ في هذه العتمةِ، التي لم ترَ الضوء منذ الخليقة..
ينامُ على الجليدِ ككل يوم، ويحلْمُ بأنها تائهةٌ في كوْن آخر، لا يشبه هذا الكوْن، فهي تحاولُ القدومَ، لكنّها تتوه من أضواءِ الكوْن هناك، يقول في الحُلْمِ: يا للمسكينة العالقة بين كونيْن، فهي تريدُ المجيءَ إلى هنا، لكنّها ما زالت تائهةً في كوْن له أبعاد سداسية، فها هي أراها تعبر من بُعدٍ إلى بُعدٍ، وتعود إلى نقطةِ البداية.. يفيقُ بعد كلّ حُلْمٍ ويقولُ: يا لهذا الانتظار المجنون على حافّةِ الكوْن، فلا يمكن لي أنْ أنتظرَ هنا أكثر من دهرٍ، سأعودُ إلى كوكبِي، لربما سنلتقي بعد دهرٍ آخر بين كونيْن لا بشبهان بعضهما، فهناك سيخبرها عن انتظارِه المجنون على حافِّة الكوْن، سأرحلُ غدا، كفى انتظاراً هنا في جوّ بارد، فقبل موْتي أريد البوْحَ لها عن اشتياقي لها، سأقولُ لها: انتظرتكِ رغم آلامي من برْدٍ مجنون دخلّ عظامي منذ دهرِ بينما كنتُ أنتظركِ على حافة الكون، لكنّني تحمّلتُ الألامَ من أجلِ قدومكِ، لكنْ...
عطا الله شاهين