اعتقد ذاك الشّابّ بأنه رأى امرأةً، بينما كان يسير تحت أشعة الشّمس في أحد الأيّامِ الحارّة في صحراء خالية من أي شيء، فقال يبدو بأنها تهيؤات، وظلّ يسير على الرّمالِ السّاخنة بخطواته البطيئة، لكن عيني تريان امرأة تقف أمام وتبتسم لي، والمشكلة أنني أراها بالأبيض والأسود، لم أعد أرى الألوان، فالرمال لونها أسود، والسماء أراها بلون أبيض، وكان ذاك الشاب الذي بدأ يتصبب عرقا من سيره المجنون تحت أشعة الشمس الحارقة يدنو من المرأة، وكلما اقترب منها أكثر كان يراها تبتعد عنه بابتسامتها.. يقف في مكان كانت المرأة واقفة فيه للتّوّ، ويعاود من جديد الخطو ببطء، رغم نفاد مَطَرّة الماء منه، لكنه ظلّ يرى امرأة أمامه تبتسم له، فقال في ذاته: بدأت أهلوّس من حرارة الجوّ وعطشٍ مجنونٍ بات يميتني، واختفتْ الألوان كلها، فإلى متى سأظلّ أرى امرأةَ تبتسم لي بالأبيض والأسود؟..
عطا الله شاهين