قال تعالى:-"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"صدق الله العظيم "
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأحد أبطال شهداء الفتح والذي ارتقى شهيداً مخضبا بدمائه الطاهرة في احداث الانقسام البغيض وذلك يوم الخميس الموافق 14/6/2007م في تمام الساعة السابعة صباحاً عن عمر يناهز 22 عاماً وحصل على رتبة ملازم شرف بعد استشهاده إنه الشهيد البطل/ مصطفى محمد حسن أبو عوكل,
ولد لشهيد مصطفى في ليبيا حيث كانت عائلته تقطن هناك بعدما هاجر أهله من فلسطين المحتلة عام 1984مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 17/12/1985م,وعاد الى أرض الوطن لقطاع غزة في عام 1991,توفي والديه وهو في سن الطفولة لم يكن يبلغ الثامنة من عمره حتى فقد أبويه وعاش يتم الأم والأب تكفل برعايته عمه الشهيد الراحل أنور أبو عوكل وله من الإخوة ثلاثة ومن الأخوات ستة ويأتي الشهيد محمد في الترتيب الرابع..
نشأ وترعرع شهيدنا مصطفى في أزقة مخيم جباليا وعاش في كنف أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومحافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وتعود جذور عائلته إلى بلدة برير المحتلة والتي هاجروا منها كباقي الأسر الفلسطينية تحت تهديد السلاح وسكنوا رفح وبعدها استقر بهم المطاف في مخيم جباليا منطقة السكة,تلقَّى تعليمهُ الابتدائيَّ في مدرسة غزة الجديدة والإعداديَّ في مدرسة"أ"وأكمل دراسته في مركز تدريب مهني الإمام الشافعي - غزة - مفترق السامر...
محطات مضيئة في حياة الشهيد: مصطفي أبو كوكل
أحد ابرز أبناء حركة فتح في شمال قطاع غزة وأحد أفراد جهاز الأمن الوقائي .
في بداية عام 2005 التحق شهيدنا إلى صفوف جهاز الأمن الوقائي حيث كان مثالاً للانضباط والعطاء وحبه الشديد لعمله.
انضم شهيدنا لصفوف حركة فتح في بداية انتفاضة الأقصى في عام 2000
وكان أحد أبطال انتفاضة الحجارة حيث أصيب مرتين في انتفاضة الأقصى في عام 2003
انضم شهيدنا إلى الجناح العسكري لحركة فتح كتائب شهداء الأقصى
حيث شارك في العدد من العمليات كان أهمها استهداف المستوطنات بالصواريخ وقذائف الهاون ونصب الكمائن للقوات الخاصة والاشتباك معها .
كان دائما في الصفوف الأمامية يتصدى لقوات الاحتلال أثناء اجتياحات المخيم
كيفية استشهاد الشهيد مصطفى أبو عوكل
في حديثي مع شقيق الشهيد/ احمد أبو عوكل موضحاً لي كيفية ملابسات وقوع جريمة الاغتيال التي تم تنفيذها بدم بارد بحق شقيقه على أيدي مجموعات مسلحة في احداث الانقسام اللعين تسبب في إراقة دماء أناس أبرياء, بدأت أحداث الانقسام البغيض وعمليات اغتيال قادة وعناصر حركة فتح من قبل مجموعات مسلحة فكان الشهيد مصطفى تربطه علاقة جيدة وقوية مع الشهيد القائد سميح المدهون والشهيد القائد جمال أبو الجديان والشهيد القائد محمد غريب أبو المجد والشهيد احمد زياد وباقي قيادة كتائب شهداء الأقصى في شمال غزة وكان كثيراً ما يتردد عليهم مما ترتب عليها ملاحقته من قبل مجموعات مسلحة للشهيد مصطفى وإرسال التهديدات له,
وفي تاريخ 10/6/2007 خرج الشهيد مصطفى من بيته بزيه العسكري وسلاحه على كتفه من وسط مخيم جباليا الذي أصبح في المرحلة الأخيرة شبه منطقة مغلقة للمجموعات المسلحة متوجهاً إلى مقر عمله مقر جهاز الأمن الوقائي في حي تل الهوى بمدينة غزة, حيث بدأت المعارك خلال تواجده في مقره وكانت المنطقة خالية من السكان وقد اعتلوا المسلحين الأبراج السكانية وبقي يدافع عن مقره حتى الرمق الأخير, وفي صباح يوم الخميس 14/6/2007 في تمام الساعة السابعة صباحاً ارتقى إلى العلياء شهيداً- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله وفي لحظة استشهاده استشهد إلى جانبه الشهيد الضابط أبو جودت حمد من سكان بيت حانون بعدما قامت مجموعة من المسلحين بقنصه بعيار ناري في الرأس وأخر في بطنه وبعد مرور ثلاثة ساعات من استشهاده جرى نقله إلى مستشفى الشفاء...
وفور نبأ خبر استشهاد الشهيد توجهت عائلة الشهيد والأصدقاء والجيران إلى مستشفى الشفاء وتم إحضار جثمانه الطاهر إلى منزله حيث ألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته والمحبين له وأقيمت عليه صلاة الجنازة في مسجد الألباني في مخيم جباليا يوم الخميس الموافق14/6/2007م ودع جثمانه الطاهر الآلف من أبناء شعبنا وسار موكب الشهيد إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة الشهداء الشرقية
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ مصطفى أبو كوعل
والمجد كل المجد لشهدائنا الأبرار...
اللهم ارحم الشهيد مصطفى أبو عوكل واسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً...
بقلم الكاتب //سامي إبراهيم فودة
